نام کتاب : التوابون نویسنده : إبراهيم بيضون جلد : 1 صفحه : 147
وبعد أن استكمل سليمان هذه الترتيبات العامة . وقف بين رفاقه خطيبا ، ليضعهم نفسيا في أجواء المعركة التي دنت ساعتها . وكانت بمثابة تحليل لفكرة الخروج والغاية الأساسية التي انطلقوا في سبيلها وهي التوبة والغفران [1] ، وتوضيح لمفهوم الحرب مستقي من تشريع علي ، الامام ورأس الحزب الشيعي ، الذي وضع مفاهيمه المثالية الأولى . كما أشار فيها إلى موضوع القيادة وانتقالها - إذا أصيب - إلى نائبه المسيب ومنه إلى عبد الله بن سعد فعبد الله بن وال حتى آخر الخمسة القياديين ، رفاعة بن شداد [2] . وأخيرا فان هذه الخطبة كانت انعكاسا صادقا لأخلاقية القيادة التوابية ، المترفعة والمتمسكة بالمثل العليا حتى في ساحات القتال : . . . فقد أتاكم الله بعدوكم الذي دأبتم في المسير اليه آناء الليل والنهار تريدون فيما تظهرون التوبة النصوح ولقاء الله معذرين . فقد جاؤوكم بل جئتموهم أنتم في دارهم وحيزهم . فإذا ألقيتموهم فأصدقوهم واصبروا ان الله مع الصابرين . . . لا تقتلوا مدبرا ولا تجهزوا على جريح ولا تقتلوا أسيرا من أهل دعوتكم الا ان يقاتلكم بعد أن تأسروه أو يكون من قتلة إخواننا بالطف [3] رحمة الله
[1] الطبري : 7 / 74 . [2] الطبري : 7 / 74 . [3] المكان الذي استشهد فيه الحسين ورفاقه في كربلاء .
147
نام کتاب : التوابون نویسنده : إبراهيم بيضون جلد : 1 صفحه : 147