نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 338
وسار لؤلؤ غلام المتهشم بالناس ، ولقيه القرمطي بالقادسية يوم الأربعاء لإحدى عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة من هذه السنة . فقاتل لؤلؤ إلى أن نالته جراحات ، وانكشف أصحابه عنه ، وطرح نفسه بين القتلى . ودخل الكوفة في الليل مستخفيا ، واستولى أبو طاهر على تلك القافلة بأسرها وكان من انقضاض الكواكب ليلة الأربعاء التي كانت الوقعة في صبيحتها ما لم ير مثله في الاسلام ، والقرمطي حينئذ سائر من خفان يريد القادسية وبينهما ستة أميال . ورجع القرمطي مستقبلا للمنهزمين من ابن سنبر الراجعين يريدون الكوفة فلقيهم بالعذيب . فاستأمنه قرة لقافلته ، وبذل عنها مالا فأطلقه ، ولم يعرض له ، وأوقع بالباقين ، فقتل وسبى ، وصار إليه من صنوف الأموال والأمتعة مالا يوقف على تحديده ولا يحاط بمبلغه . وكانت له بعد ذلك سريتان إلى الكوفة وناحية واسط في أيام الراضي أيضا لم يلق فيهما حربا أثر تأثيرا يذكر ، ولم يزل مقيما بالأحساء من بلاد البحرين إلى أن توفى يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة 332 ، وله ثمان وثلاثون سنة ، لان مولده في شهر رمضان سنة 94 . وقتل أبوه أبو سعيد الجنابي سنة 300 ، وله يومئذ ست سنين ، وبقى العسكر تسع سنين إلى أن تسلمه أبو طاهر في شهر رمضان سنة 310 . قال المسعودي : وقد أتينا فيما سلف من كتبنا على شرح هذه الحروب والوقائع وما كان من أخباره فيها وأخبار القرامطة البقلية بسواد الكوفة وغلبتهم عليها ، وذلك في سنة 316 ، والعلة في تسميتهم البقلية ، وهو اسم دياني عندهم ، وكان رؤساءهم مسعود بن حريث وعيسى بن موسى بن أخت عبدان بن الربيط
338
نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 338