نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 332
أصحابه إلى الأنبار ، وسار عنها يريد الحضرة ، حتى انتهى إلى النهير المعروف بزبارا فوق التل المعروف بعقرقوف بفرسخ وذلك على بعض يوم من مدينة السلام وكان مؤنس الخادم نصر ، ونصر الحاجب المعروف بالقشوري ، وأبو الهيجاء عبد الله بن حمدان ، وقد كان أطلقه وغيره ممن سمينا أنه أسر معه قبل رحيله لمواقعة ابن أبي الساج وسائر من كان بالحضرة من عساكر السلطان معسكرين على هذا النهر ، فلما أحسوا بدنوه قطعوا القنطرة التي عليها وصار النهر حاجزا بين الفريقين فشرع قوم من رجالته فرموا بالنشاب ، وذلك في اليوم الثاني عشر والثالث عشر من ذي القعدة من هذه السنة ورجع يريد الأنبار وبعث مؤنس غلامه يلبق في نحو من ثلاثة ، وقيل من سبعة آلاف على طريق قصر بن هبيرة من طريق الكوفة . فعبروا على جسر الفرات المعروف بجسر سورا وساروا في البر ليخالفوه إلى سواده . وقد كان قوم من الأولياء ، شرعوا في الماء ، فأحرقوا الجسر الذي عقده ، فحصل في الجانب الشرقي وسواده في الجانب الغربي . وقيل إنه قطع الجسر عند عبوره ، وتأدى إليه خبر يلبق فعبر الفرات في زورق عشرة عشرة من أصحابه ، فيهم ثلاثة إخوة له ، وعبر خلق سباحة فسبق إلى سواده . وقتل أخواه أبو العباس الفضل وأبو يعقوب يوسف ، وكانا في السواد بن أبي الساج حين بلغهما قرب يلبق منهم ، فلقي يلبق . فأتى على أكثر من كان معه ونجا يلبق منكسرا . وذلك يوم الأربعاء لإحدى عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة من هذه السنة . وسار إلى مدينة هيت في ثقلته فنزل عليها وحصرها - وأنا يومئذ بها منحدرا من الشأم أريد مدينة السلام - وعبر أصحابه الذين كانوا في جانب الأنبار على أطواف اتخذوها في الموضع المعروف بفم بقة أسفل هيت ، فاجتمعوا منه فواقع .
332
نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 332