نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 293
أن الخلافة صائرة إلى ولده ، وأن الامر إلى ابن الحارثية منهم ، وأمر ببث الدعوة عند تمام المائة سنة للهجرة . فلما حضرت محمدا الوفاة أوصى إلى ابنه إبراهيم ، فكانت الدعوة إليه ، وسمي الامام ، واليه دعا أبو مسلم بخراسان ، فلما وقف مروان بن محمد الجعدي على ذلك كتب إلى عامله بدمشق ، وهو الوليد بن معاوية بن مروان بن الحكم يأمره بتوجيه بعض ثقاته إلى الحميمة أو كرار فيأتيه بإبراهيم الامام ، فحمله إلى مروان فحبسه في المحرم من هذه السنة وهي 132 ، فقتل في محبسه بعد شهرين ، وعهد بالامر بعده إلى أخيه أبى العباس عبد الله بن محمد وهو ابن الحارثية . وتوفى أبو العباس بالأنبار في مدينته التي بناها وسماها الهاشمية يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة 136 وله ثلاث وثلاثون سنة ، وكانت خلافته أربع سنين وثمانية أشهر ويوما وكان طويلا أبيض أقنى ، حسن الوجه ، جعد الشعر ، له وفرة ، سديد الرأي ، ماضي العزيمة ، كريم لأخلاق ، متألفا للرجال ، سمحا بالأموال ، يهون عليه أن يأمر بسفك دماء عالم من أعدائه من غير أن يعاين ذلك قال المسعودي : وكان أول من وقع عليه اسم الوزارة في دولة بنى العباس أبو سلمة حفص بن سليمان الخلال ، مولى السبيع من همدان وزر لأبي العباس السفاح ، وكان يقال له وزير آل محمد ، وفيه يقول بعض الشعراء ان المساءة قد تسر وربما * كان السرور بما كرهت جديرا أم الوزير وزير آل محمد * أودى فمن يشناك كان وزيرا وقد أتينا على أخباره وسبب قتله في كتاب ( مروج الذهب ، ومعادن الجوهر ) وهو أول وزير وزر لبني العباس وأبوه حي
293
نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 293