نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 285
ذكر ما جرت عليه أحوال بنى أمية بعد قتل مروان ، بن محمد وتفرقهم في البلاد ، وسبب تملك عبد الرحمن ابن معاوية بن هشام على بلاد الأندلس وولده إلى وقتنا هذا وما اتصل بذلك لما قتل مروان بن محمد بن مروان ، تفرقت بنو أمية في البلاد ، هربا بأنفسهم ، وقد كان عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب قتل منهم على نهر أبى فطرس ، من بلاد فلسطين ، نحوا من ثمانين رجلا مثلة ، واحتذى أخوه داود بن علي بالحجاز فعله ، فقتل منهم نحوا من هذه العدة بأنواع المثل ، وكان مع مروان حين قتل ابناه عبد الله وعبيد الله ، وكانا ولي عهده فهربا فيمن تبعهما من أهلهما ومواليهما وخواصهما من العرب ، ومن انحاز إليهم من أهل خراسان من شيعة بنى أمية فساروا إلى أسوان من صعيد مصر ، وساروا على شاطئ النيل إلى أن دخلوا أرض النوبة وغيرهم من الأحابش ، ثم توسطوا أرض البجة ميممين باضع من ساحل بحر القلزم ، فكانت لهم مع من مروا به من هذه الأمم ، حروب ومغاورات ، ونالهم جهد شديد وضر عظيم ، فهلك عبيد الله بن مروان في عدة من كان معهم قتلا وعطشا وضرا ، وشاهد من بقى منهم أنواع الشدائد وضروب العجائب ووقع عبد الله بن مروان في عدة ممن نجا معه إلى باضع من ساحل المعدن وأرض البجة ، وقلع البحر إلى جدة من ساحل مكة وتنقل فيمن نجا معه من أهله ومواليه في البلاد متسترين راضين أن يعيشوا سوقة بعد أن كانوا ملوكا ،
285
نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 285