نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 313
وكان ابيض مشربا حمرة ، حسن الجسم ، عريض الصدر ، كث اللحية في عينيه نكتة بياض ، يذهب في كثير من أموره مذاهب المأمون ، شغل نفسه بمحنة الناس في الدين فأفسد قلوبهم ، وأوجدهم السبيل إلى الطعن عليه وكان وزيره محمد بن عبد الملك الزيات على ما كان عليه في أيام المعتصم ونقش خاتمه " الله ثقة الواثق " وقاضيه أحمد بن أبي دؤاد ، وحجابه حماد بن دنقش ، وإيتاخ ، ووصيف ذكر خلافة المتوكل وبويع المتوكل جعفر بن محمد المعتصم ، ويكنى أبا الفضل ، وأمه أم ولد طخارستانية تسمى شجاع - في اليوم الذي توفى فيه الواثق وبايع لبنيه الثلاثة بولاية العهد بعده : المنتصر ، وأبى عبد الله المعتز ، وإبراهيم المؤيد . وجفا الموالى من الأتراك واطرحهم ، وحط مراتبهم ، وعمل على الاستبداد * بهم والاستظهار عليهم . وضم إلى وزيره عبيد الله بن يحيى بن خاقان نحوا من اثنى عشر ألفا من العرب والصعاليك وغيرهم برسم المعتز ، وكان في حجره وضاق عليهم المال بشركة هؤلاء معهم فيه ، وجعل يجيل الآراء في استئصالهم ، ونال ابنه محمدا بأنواع الذلة والهوان ، فأجمع على قتله ، فواطأ وصيفا وبغا وغيرهم من الموالى على الفتك به ، فأعدوا لذلك عدة من أصاغر الموالى منهم باغر وغيره فقتلوه بمدينته المسماة الجعفرية من سر من رأى ليلة الأربعاء لثلاث ليال خلون من شوال سنة 247 ، وله إحدى وأربعون سنة ، وكانت خلافته أربع عشرة سنة وتسعة أشهر ، وتسعة أيام وكان أسمر رقيق البشرة ، يضرب لونه إلى الصفرة حسن الوجه ، خفيف
313
نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 313