نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 299
ذكر خلافة لرشيد وبويع الرشيد هارون بن المهدى ، ويكنى أبا جعفر وأمه الخيزران أم أخيه الهادي في الوقت الذي توفى فيه الهادي ، وبايع لابنه محمد بن زبيدة بالعهد بعده ثم لعبد الله المأمون بعد محمد ، وولاه الري وخراسان ، وما اتصل بذلك ، واخذ عليهما العهود والمواثيق بالوفاء ، وكتب عليهما بذلك كتابين علقهما في الكعبة ، ثم بايع لابنه القاسم بولاية العهد بعد المأمون ، وجعل امر القاسم للمأمون إذا صار الامر إليه ، فان رأى إقراره أقره وإن رأى خلعه خلعه وتوفى بقرية يقال لها سناباذ من طوس من أرض خراسان يوم السبت لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة 193 ، وهو ابن أربع وأربعين سنة وأربعة أشهر ، فكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وشهرين وستة عشر يوما . وكان تام الخلقة جميلا ، طويلا أبيض مسمنا ، قد وخطه الشيب ، له وفرة إذا حج حلقها . وكان كامل الأخلاق سمحا شجاعا كثير الحج والجهاد ، حج في خلافته ثماني حجج وغزا ثماني غزوات ، وتسلط * على الأمور بعد مدة من خلافته ، فأفسد الصنائع ، وأحب جمع الأموال واستوزر البرامكة يحيى بن خالد بن برمك وابنيه جعفر والفضل ، ثم نكبهم في صفر سنة 187 ، وقتل جعفرا ، وذلك لسبع عشرة سنة خلت من خلافته . ودفع خاتم الخلافة بعد إيقاعه بهم إلى على بن يقطين ، وغلب عليه الفضل بن الربيع ، وإسماعيل بن صبيح إلى أن مات . وكان صبيح أبو إسماعيل مولى عتاقة لسالم الأفطس ، وسالم الأفطس مولى عتاقة لبني أمية واختلت أموره بعد البرامكة ، وبان للناس قبح تدبيره وسوء سياسته .
299
نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 299