responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي    جلد : 1  صفحه : 21


فإذ قد ذكرنا الرياح ومهابها وما اتصل بذلك فلنذكر الأرض وشكلها ومساحتها والنواحي والآفاق وغير ذلك ذكر الأرض وشكلها وما قيل في مقدار مساحتها وعامرها وغامرها ، والنواحي والآفاق وما يغلب عليها وتأثيرها في سكانها وما اتصل بذلك قسم الله تبارك وتعالى الأرض قسمين مشرقا ومغربا فصار المشرق والتيمن وهو الجنوب جوهرا واحدا ، لغلبة الحرارة عليهما وصارت جهة المغرب والجربي وهو الشمال جوهرا واحدا لغلبة البرودة عليهما وشدتها فيهما ، وذلك لبعد الشمس من ناحية الجربى ، لان المحور على تلك الناحية وهي أشدهما ارتفاعا ، فمن أجل ذلك صار الجربى باردا رطبا ، وصار المغرب أقل بردا من الجربى ، وأكثر يبسا لانحطاط الفلك هناك ، وهاتان الجهتان المشرق والتيمن بخلاف ذلك لدنو الشمس منهما والعالم أربعة أرباع فالربع الشرقي وهو ما تسافل عن خط الجنوب والشمال إلى المشرق فهو ربع مذكر يدل على طول الأعمار ، وطول مدد الملك والتذكير وعزة الأنفس وقلة كتمان السر واظهار الأمور والمباهاة بها ، وما لحق بذلك ، وذلك لطباع الشمس وعلمهم الاخبار والتواريخ والسير والسياسات والنجوم وأما أهل الربع الغربي ، فان الغالب عليه التأنيث إلا ما استولت عليه الكواكب المذكرة ، كما يغلب التذكير على المشرق الا ما غلبته عليه الكواكب المؤنثة ، وأهله أهل الكتمان للسر وتدين وتأله ، وكثرة انقياد إلى الآراء والنحل ، وما لحق بهذه المعاني إذ كان من قسم القمر

21

نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست