نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 98
لعليّ ونعيم يفني ؟ ! نعوذ باللَّه من سبات العقل وقبح الزلل ، وبه نستعين . [177] - ومن كلام له : فاحذروا عباد اللَّه الموت وقربه ، وأعدّوا له عدّته ، فإنه يأتي بأمر عظيم وخطب جليل ، بخير لا يكون معه شرّ أبدا ، وشرّ لا يكون معه خير أبدا ، فمن أقرب إلى الجنة من عاملها ؟ ومن أقرب إلى النار من عاملها ؟ وإنكم ( 1 ) طرداء الموت : إن أقمتم له أخذكم ، وإن فررتم منه أدرككم ، وهو ألزم لكم من ظلكم . الموت معقود بنواصيكم ، والدنيا تطوى من خلفكم ، واحذروا نارا قعرها بعيد ، وحرّها شديد ، وعذابها جديد ، دار ليس فيها رحمة ، ولا تسمع فيها دعوة ، ولا تفرّج فيها كربة ، وإن استطعتم أن يشتدّ خوفكم من اللَّه وأن يحسن ظنكم به ، فاجمعوا بينهما ، فإن العبد إنما يكون حسن ظنّه بربه على قدر خوفه من ربه ، وإن أحسن الناس ظنّا باللَّه أشدّهم خوفا للَّه . [178] - ومن كتاب له إلى عثمان بن حنيف الأنصاري ، وهو عامله على البصرة ، وبلغه أنه دعي إلى وليمة قوم من أهلها فمضى إليها : أما بعد يا ابن حنيف ، قد بلغني أنّ رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها ، تستطاب ( 2 ) لك الألوان ، وتنقل عليك ( 3 ) الجفان . وما ( 4 ) ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفوّ ، وغنيّهم مدعوّ ، فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم ( 5 ) ، فما اشتبه عليك علمه فالفظه ، وما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه .
[177] نهج البلاغة : 384 ( من عهد له إلى محمد بن أبي بكر ) . [178] نهج البلاغة : 416 وربيع الأبرار : 217 / أ ، ( 2 : 719 ) ، ولقاح الخواطر : 13 / أ .
98
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 98