responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 96


[174] وسمع قوما من أصحابه يسبّون أهل الشام أيام حربهم بصفين فقال لهم : إنّي أكره لكم أن تكونوا سبّابين ، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم ، وذكرتم حالهم ، كان أصوب في القول وأبلغ في العذر ، وقلتم مكان سبّكم إياهم : اللَّهم احقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، واهدهم من ضلالتهم ، حتى يعرف الحقّ من جهله ، ويرعوي عن الغيّ والعدوان من لهج به .
[175] - ومن ( 1 ) كلام له عليه السلام : وحقا أقول ما الدنيا غرّتك ولكن بها اغتررت ، ولقد كاشفتك الغطاء ( 2 ) ، وآذنتك على سواء ، ولهي بما تعدك من نزول البلاء بجسمك والنقص في قوتك أصدق وأوفى من أن تكذبك وتغرّك ، ولربّ ناصح لها عندك متّهم ، وصادق من خبرها مكذّب ، ولئن تعرفتها في الديار الخاوية والربوع الخالية ، لتجدنّها من حسن تذكرك ( 3 ) وبلاغ موعظتك بمحلة الشفيق عليك والشحيح بك ، ولنعم دار من لم يرض بها دارا ، ومحلّ من لم يوطنها محلا ، وإن السعداء بالدنيا [ غدا ] ( 4 ) هم الهاربون منها اليوم ، إذا رجفت الراجفة وحقّت بجلائلها القيامة .
منها : فكم حجّة يوم ذاك داحضة ، وعلائق عذر متقطعة ، فتحرّ من أمرك ما يقوم به عذرك ، وتثبت به حجّتك ، وخذ ما يبقى لك مما لا تبقى له ، وتيسّر لسفرك ، وشم برق النجاة ، وارحل مطايا التشمير .



[174] نهج البلاغة : 323 وتذكرة الخواص : 154 .
[175] نهج البلاغة : 345 .

96

نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست