نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 55
التاط منها بثلاث : شغل لا ينفد عناؤه ، وفقر لا يدرك غناه ، وأمل لا يدرك منتهاه . إن الدنيا والآخرة طالبتان ومطلوبتان فطالب الآخرة تطلبه الدنيا حتى يستكمل رزقه ، وطالب الدنيا تطلبه الآخرة حتى يأخذ الموت بعنقه . ألا وإنّ السعيد السعيد من اختار باقية يدوم نعيمها على فانية لا ينفد عذابها ، وقدّم لما يقدم عليه مما هو الآن في يديه أن يخلَّفه لمن يسعد بانفاقه وقد شقي بجمعه واحتكاره . [58] - وقال صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : من لم يتعزّ بعزاء ( 1 ) اللَّه عز وجل تقطَّعت نفسه على الدنيا حسرات ، ومن لم ير أن للَّه عز وجل عنده نعمة إلا في مطعم أو مشرب قلّ علمه وكثر جهله ، ومن نظر إلى ما في أيدي الناس طال حزنه ولم يشف غيظه . [59] - وقال صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : إن اللَّه عز وجل يبغض البخيل في حياته والسخيّ عند ( 2 ) موته . [60] - وقال صلَّى اللَّه عليه : من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل . [ 61 ] - وقال صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لعلي كرّم اللَّه وجهه : يا عليّ إنّ من اليقين ألا ترضي بسخط اللَّه أحدا ، ولا تحمد أحدا على ما آتاك اللَّه ، ولا تذمّ أحدا على ما لم يؤتك اللَّه ، فإن الرزق لا يجرّه حرص حريص ولا تصرفه كراهة كاره ، يا
[58] أخرجه العسكري عن أنس ، وجزؤه الأخير « من نظر إلى . . . غيظه » في كشف الخفا 2 : 372 ، والمقاصد الحسنة : 430 ، وهو ضعيف ؛ ونسب الحديث في الخصال 1 : 64 لعلي بن الحسين . [59] الجامع الصغير 1 : 75 ، وكنز العمال 3 : 447 . [60] الشهاب : 13 ( واللباب : 76 ) ، والجامع الصغير 2 : 170 ، وقد أخرجه الترمذي ( قيامة : 18 ) والحاكم في المستدرك ؛ ونسبه ابن عبد البر في بهجة المجالس 1 : 278 لأبي الدرداء ؛ وانظر مجموعة ورام 1 : 279 .
55
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 55