نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 447
< شعر > قد شمّرت عن ساقها فشدّوا وجدّت الحرب بكم فجدّوا والقوس فيها وتر عردّ مثل ذراع البكر أو أشدّ < / شعر > إني واللَّه يا أهل العراق ما يقعقع لي بالشنان ، ولا يغمز جانبي كتغماز البنان . ولقد فررت عن ذكاء ، وفتّشت عن تجربة ، وإنّ أمير المؤمنين نثل كنانته ، فعجم عيدانها عودا عودا ، فوجدني أمرّها عودا وأصلبها مكسرا ، فرماكم بي لأنكم طالما أوضعتم في الفتنة واضطجعتم في مراقد الضّلال . واللَّه لأحزمنّكم حزم السّلمة ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل ، فإنكم كأهل قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كلّ مكان ، فكفرت بأنعم اللَّه فأذاقها اللَّه لباس الجوع والخوف ، وإني واللَّه ما أقول إلا وفيت ، ولا أهمّ إلا أمضيت ، ولا أخلق إلا فريت ، وإن أمير المؤمنين أمرني بإعطائكم وأن أوجهكم لمحاربة عدوكم مع المهلَّب بن أبي صفرة ، وإني أقسم باللَّه لا أجد رجلا تخلَّف بعد أخذ عطائه ثلاثة أيام إلا ضربت عنقه ، يا غلام اقرأ عليهم كتاب أمير المؤمنين ، فقرأ : بسم اللَّه الرحمن الرحيم : من عبد اللَّه عبد الملك أمير المؤمنين إلى من بالكوفة من المسلمين ، سلام عليكم ، فلم يقل أحد شيئا ، فقال الحجاج : قف يا غلام ، ثم أقبل على الناس فقال : أسلَّم عليكم أمير المؤمنين فلم تردّوا عليه شيئا ؟ هذا أدب ابن نهية ، أما واللَّه لأؤدبنكم غير هذا الأدب أو لتستقيمنّ الطريق ، اقرأ يا غلام كتاب أمير المؤمنين فلما بلغ إلى قوله : سلام عليكم ، لم يبق أحد في المسجد إلا قال : وعلى أمير المؤمنين السلام ، ثم نزل فوضع للناس أعطياتهم ، فجعلوا يأخذون حتى أتاه شيخ يرعش كبرا فقال : أيها الأمير ، إني من الضعف على ما ترى ، ولي ابن هو أقوى على الأسفار مني أفتقبله بدلا ؟ فقال له الحجاج : نفعل يا شيخ ، فلما ولَّى قال له قائل : أتدري من هذا أيها الأمير ؟ قال : لا ، قال : هذا عمير بن ضابىء البرجمي الذي يقول أبوه : [ من الطويل ] .
447
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 447