نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 431
إسم الكتاب : التذكرة الحمدونية ( عدد الصفحات : 466)
قال : أمنيتي أن أخطب على منبر بوشنج ، ويكون في صندوقي مائة ألف درهم ، فولاه بوشنج وأمر له بمائة ألف درهم ، وتركه أياما ثم دعاه إلى الشخوص فأجابه ، قال الفضل : إذا نال الرجل المنى خاض الدماء . [1100] - لما ولي يزيد بن الوليد بن عبد الملك الخلافة خطب يستميل الناس فقال ، بعد أن حمد اللَّه وأثنى عليه ، وذكر الوليد ومعايبه : أيها الناس ، إن لكم عليّ أن لا أضع حجرا على حجر ، ولا لبنة على لبنة ، ولا أكري نهرا ، ولا أكنز مالا ، ولا أعطيه زوجة ولا ولدا ، ولا أنقل مالا من بلد حتى أسدّ ثغر ذلك البلد وخصاصة أهله بما يغنيهم ، فإن فضل فضل نقلته إلى البلد الذي يليه ، ولا أجمّركم على بعوثكم فأفتنكم وأفتن عليكم أهليكم ، ولا أغلق بابي دونكم فيأكل قويكم ضعيفكم ، ولا أحمل على أهل جزيتكم ما عليهم عن بلادهم ، وإن لكم أعطياتكم عندي في كلّ سنة ، وأرزاقكم في كلّ شهر ، حتى تستدرّ المعيشة بين المسلمين فيكون أقصاهم كأدناهم ، فإن وفيت لكم بما قلت فعليكم بالسمع والطاعة وحسن المؤازرة ، وإن أنا لم أوف فلكم أن تخلعوني ، إلَّا أن تستتيبوني ، فإن تبت قبلتم مني ، وإن علمتم أحدا ممن يعرف بالصلاح يعطيكم من نفسه مثل ما أعطيكم وأردتم أن تبايعوه فأنا أول من يبايعه ويدخل في طاعته . أيها الناس ، إنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، ولا وفاء له بنقض عهد ، وانما الطاعة طاعة اللَّه ورسوله ، فمن أطاع فأطيعوه بطاعة اللَّه ما أطاع ، فإذا عصى اللَّه ودعا إلى معصيته فهو أهل أن يعصى ويقتل . أقول قولي هذا وأستغفر اللَّه العظيم لي ولكم . هذا قول حسن وإنصاف فيما له وعليه إلَّا أنّ فيه لمن يريد الملك ويقتل عليه ابن عمه ويطلب الخلافة بغير حقّها ضعفا وعجزا .