نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 372
دخل الأحنف على معاوية ، فذكر أهل العراق وحسن آرائهم ، وميسون بنت بحدل الكلبية أمّ يزيد تسمع كلامه ، فلما انصرف قالت : يا أمير المؤمنين أحببت أن تأذن لقوم من أهل العراق عليك ، وتجعلني بحيث أسمع كلامهم . فقال لآذنه : انظر من بالباب ، فقال له : بنو تميم . فقال : أدخلهم وفيهم الأحنف . فقال له معاوية : اقرب أبا بحر ، وضربت لميسون قبة بحيث تسمع كلامهم . فقال له : يا أبا بحر كيف زيّك لنفسك ؟ قال : أفرق الشعر ؛ وأقصّ الشارب ، وأقلَّم الأظفار ، وأنتف الإبط ، وأحلق العانة ، وأديم السواك ، فإنه مطهرة للفم ومرضاة للربّ وزيادة في حسنات الصلاة ، وأغتسل في كلّ جمعة فإنه كفّارة ما بين الجمعتين . قال : فكيف زيّك في لبسك ؟ قال : أعرّض النعلين ، وأقصّر الكمّين ، وأوسّع الرداء ، وأشمّر الإزار ، وألزم الوقار . قال : كيف زيك في مشيتك ؟ قال : أوطىء قدميّ على الأرض في ترسّل ، وأنقلهما على تمهّل ، وأرعاهما بعينيّ وأقلّ التلفت حولي . قال : فكيف زيك إذا دخلت على من فوقك من غير الأمراء ؟ قال : أطلق الحبى ، وأدع التكا ، وأقلّ الكلام ، وأردّ السلام . قال : فكيف زيّك إذا دخلت على نظرائك ؟ قال : أنازعهم الكلام في سمت ، وأفاوضهم الحديث في تثبت ، وأجيبهم إذا سالوا ، وأنصت لهم إذا قالوا ، ولا أجول فيما جالوا . قال : فكيف زيك إذا دخلت على أمرائك ؟ قال : أسلَّم من غير إشارة ، وأنتظر الإجابة ، فإن قرّبني تقربت وإن أومأ إليّ تباعدت . قال : فكيف زيّك مع أهلك ؟ قال : اعفني يا أمير المؤمنين . قال : عزمت عليك لتفعلنّ ، قال : أحسّن الخلق ، وأظهر البشر ، وأوسّع النفقة فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج . قال : فكيف زيك إذا أردت مباضعتها ؟ قال : من هذا استعفيتك ، قال : نشدتك لما قلت ، قال : أكلمها حتى تنشط ، وألثمها حتى تطرب ، فإذا كان الذي تعلم طرحت على ظهري وقاية تقيني ، فإذا استقرّت النطفة في قرارها قلت : اللهم اجعلها ميمونة مباركة ولا تجعلها شقيّة مشاركة ، وصوّرها
372
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 372