نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 356
اصطفوا والإمساك عن تقريظهم عنده ، ومخالطة من أقصوا والتّنائي عن تقريبهم ، وإذا كدت فتأنّ في مكايدتك ، واعلم أنّ من عنف بحيلته كدحت فيه بأكثر من كدحها في عدوّه ، ومن صحب حيلته بالصبر والرفق كان قمنا أن يبلغ بها إرادته وينفذ فيها مكايده . واعلم أنّ لكلّ شيء حدا فإن جاوزه كان سرفا ، وإن قصّر عنه كان عجزا . فلا تبلغ بك نصيحة السلطان إلى أن تعادي له حاشيته وخاصته فإن ذلك ليس من حقه عليك ، ولكنّ الأقضى لحقّه والأدعى إلى السلامة إليك أن تستصلحهم له جهدك ، فإنّك إذا فعلت ذلك شكرت نعمته وأمنت حجّته وطلت عدوّك عنده . واعلم أن عدوّ سلطانك عليك أعظم مؤونة منه عليك ، وذلك أنه يكيده في الأخصّ فالأخصّ من كفاته وأعوانه ، فيحصي مثالبهم ويتبع آثارهم . وهذا الكلام أكثر معانيه قد سبق إيرادها في أماكن متفرقة من هذا الفصل ، إلا أني وجدته هاهنا أحوى وأوجز وأبلغ فلزمني إثباته .
356
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 356