نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 337
من موافقتهم إياك ولينهم لك أفضل مما أنت مدرك بالمنافسة والمنافرة ( 1 ) لهم . ‹ 15 › اعلم أنّ السلطان يقبل من الوزراء التبخيل ويعدّه منهم شفقة ونظرا ، ويحمدهم عليه وإن كان جوادا ، فإن كنت مبخّلا غششت صاحبك بفساد مروءته ، وإن كنت مسخّيا لم تأمن إضرار ذلك بمنزلتك ، فالرأي لك تصحيح النصيحة والتماس المخرج بأن لا يعرف منك ميلا إلى شيء من هواك . ‹ 16 › لا تكونن صحبتك للسلطان إلا بعد رياضة نفسك على طاعتهم في المكروه وموافقتهم فيما خالفك من ذلك ، وتزيين الأمور على أهوائهم دون هواك ، وعلى أن لا تكتمهم سرّك ، ولا تستطلع ما كتموك ، وتخفي ما أطلعوك عليه عن الناس كلَّهم ، حتى تحمي نفسك الحديث به ، وعلى الاجتهاد في رضاهم والتلطَّف بحاجتهم ، والتثبيت لحجّتهم ، والتصديق لمقالتهم ، والتزيين لرأيهم ، وقلة الاستقباح لما فعلوا إذا أساؤا ، وكثرة الاستحسان لما فعلوا إذا أحسنوا ، وكثرة النشر لمحاسنهم ، وحسن الستر لمساوئهم ، والمقاربة لما قاربوا وان كانوا بعداء ، والمباعدة لمن باعدوا وإن كانوا قرباء ، والاهتمام بأمرهم وإن لم يهتمّوا به ، والتحفّظ له وإن ضيعوه ، والذكر له وإن نسوه ، والتخفيف عنهم لمؤونتك ، والاحتمال لمؤونتهم ، والرضى منهم بالعفو ، وقلة الرضى من نفسك لهم بالمجهود . ‹ 17 › إنك لا تأمن أنف الملوك إن أعلمتهم ، ولا تأمن عقوبتهم إن كتمتهم . إنك إن لزمتهم لا تأمن برمهم ، وإن زايلتهم لم تأمن قلَّة
‹ 15 › الأدب الكبير : 68 ونهاية الأرب 6 : 11 . ‹ 16 › الأدب الكبير : 69 وشرح النهج 17 : 76 . ‹ 17 › الأدب الكبير : 70 . 22 1 التذكرة
337
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 337