نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 237
بسم اللَّه الرحمن الرّحيم الحمد للَّه مبدع الأشياء بمتقن فطرته ، ومودعها لطائف حكمته ، ومصرّف الأقدار على مشيئته ، ومدبّرها بقدرته ، خلق خلقه أغيارا وأخيافا ، ( 1 ) ورتّبهم منازل وأصنافا ، وجعل بعضهم لبعض سخريّا ، وفضّلهم في الرزق فكانوا فقيرا وغنيا ، وأرضى كلَّا ( 2 ) بما قسم فسكنوا إليه متبوعا وتبعا ، وشرع لهم في دينهم سياسة أمرهم باتّباعها شرعا ، حتى دانت الرعية لملوكها وقادتها ، وأعطت طوعا وكرها ذليل مقادتها ، فانتظم بذلك فيهم التدبير وتمّ ، وجرى عليهم حكم القضاء فحتم . أحمده على ما بطن من نعمه وظهر ، وأشكر له على ما أعلن من مواهبه وأسرّ ، حمد راض بما سنّي من فضله ويسّر ، شاكرا لما عمّ من جوده ونشر ، وأستمدّ منه صدق البصيرة فيما أدّبنا به من الأمثال والحكمة ، وحسن السريرة فيما ألزمنا به من طاعة الولاة والأئمة ، وأسأله الصلاة على نبيّه خير البشر ، وخاتم الأنبياء والنّذر ، أقام في أمته سائسا ومدبّرا ، وداحضا كيد الكفر وله مدمّرا ، ومجاهدا في دينه مشمّرا ، وأوجب عليهم استخلاف قائم من بعده احتياطا لهم ونظرا ، وجمع بذلك أمرهم فلم يجعله هملا ولا نشرا ، وعلى آله وأصحابه ، الناطقين برشد الحكم وصوابه .
237
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 237