responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 23


ذلك مما هو مشروح في أبوابه وفصوله ، ومغن بتمييزه ( 1 ) عن الدأب في تطلبه وتحصيله .
وشرّفت كلّ باب بأن بدأته بآي من كتاب اللَّه سبحانه وتعالى ، وأثر من رسوله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، وقدّمت أمامه تحميدا يكون مشيرا إلى معناه ، وطليعة لمقصده ومغزاه ، وختمته بطرف من نوادره ، وملح من غرائبه ، ليستريح إليها اللغب الطليح من كلال الحدّ ، ويأمن معها الدئب الحريص من ملال الجدّ ، خلا بابي الافتتاح والخاتمة فإنّهما للَّه خالصان ، وللانقاذ من هفوات القلب واللسان مؤمّلان .
وهو مصروف عن الإسهاب المملّ إذ كان مطيّة العثار والإرداء ، ومصدوف عن الاختصار المخلّ فانه مظنّة الخيبة والإكداء ، وهما طرفان مذموم بهما الإفراط ، وخير الأمور الأوساط ( 2 ) ، وما ألوت جهدا في الاختيار ، ولا يلزمني أن يكون لكل الناس رضى فقد يروق للرجل لفظ وهو للآخر قذى ، ويلذّ له معنى ويجده سواه أذى ، والعالم في المقاصد شتّى الطرق أخياف ( 3 ) ، والاختيارات لها ائتلاف واختلاف .
وأفردت منه بابا يشتمل على جمل من التاريخ ليعرف منه أهل كلّ زمان ، وأعيان كلّ أوان ، فيسلم ممّا ابتلي به بعض الفضلاء وقد ذكر رؤيا رآها هارون الرشيد زعم أنه قصها على ابن سيرين ، فصار بما جهل من تباعد عصريهما ضحكة للحاضرين ، وودّ لو كان وفضله في الغابرين .

23

نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست