نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 158
هشام بن عبد الملك في وفد أهل العراق ، قال : فقدمت عليه ، وقد خرج بقرابته وحشمه وحاشيته وجلسائه فنزل في أرض قاع صحصح ، في عام قد بكَّر وسميّه وتتابع وليّه ، وأخذت الأرض زينتها ، فهي في أحسن منظر ، قال : وقد ضرب له سرادق من حبر كان يوسف بن عمر صنعه له باليمن ، فيه فسطاط فيه أربعة أفرشة من خزّ أحمر ، مثلها مرافقها ، وعليه درّاعة من خزّ أحمر مثلها عمامتها ، وقد أخذ الناس مجالسهم ، قال فأخرجت رأسي من ناحية السمّاط ، فنظر إليّ شبه المستنطق لي ، فقلت : أتمّ اللَّه نعمه عليك يا أمير المؤمنين ، وجعل ما قلَّدك من هذا الأمر رشدا ، وعاقبة ما يؤول إليه حمدا ، أخلصه اللَّه لك بالتقى وكثّره لك بالنماء ، ولا كدّر عليك ما صفا ، ولا خالط سرورك الأذى ، فلقد أصبحت للمؤمنين ثقة [ ومستراحا ] - إليك يقصدون في مظالمهم ويفزعون في أمورهم ، وما أجد شيئا هو يا أمير المؤمنين أبلغ من حديث من سلف قبلك من الملوك ، فإن أذن أمير المؤمنين أخبرته به ، قال : فاستوى جالسا وكان متكئا ثم قال : هات يا ابن الأهتم ، قلت : يا أمير المؤمنين ، إنّ ملكا من الملوك قبلك خرج في عام مثل عامك هذا إلى الخورنق والسّدير ، وكان قد أعطي فتاء السنّ مع الكثرة والغلبة والقهر ، فنظر فأبعد النظر ، ثم قال لجلسائه : هل رأيتم مثل ما أنا فيه وهل أعطي مثل ما أعطيت ؟ قال : وعنده رجل من بقايا حملة الحجّة والمضيّ على أدب الحقّ ومنهاجه ، قال : ولم تخل الأرض من قائم للَّه عز وجل بحجّة في عباده ، فقال : أيها الملك إنك قد سألت عن أمر ، أفتأذن في الجواب عنه ؟ قال : نعم ، قال : أرأيت الذي أنت فيه أشيء لم تزل فيه أم شيء صار إليك ؟ قال : كذلك هو ، قال : فلا أراك إلا أعجبت بشيء يسير تكون فيه قليلا وتغيب عنه طويلا ، وتكون غدا بحسابه
والسياسة 2 : 105 ومعجم الأدباء 11 : 28 - 34 والمصباح المضيء 2 : 110 وقصيدة عدي بن زيد في ربيع الأبرار 1 : 596 - 598 وعيون الأخبار 3 : 115 والشريشي 3 : 393 - 394 ومنها عشرة أبيات في العقد 3 : 191 وديوان عدي : 84 ( وفيه تخريج كثير ) .
158
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 158