responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 136


اللَّه عن الغيبة ، وقد رأيتهم يصلَّون صلاة الغداة ، قال عمر : فأين بعثتك وأي شيء صنعت ؟ قال : وما سؤالك يا أمير المؤمنين ؟ فقال عمر : سبحان اللَّه ، فقال عمير : لولا أني أخشى أن أغمك ما أخبرتك ، بعثتني حتى أتيت البلدة فجمعت صلحاء أهلها فولَّيتهم جباية فيئهم ، حتى إذا جمعوه وضعته مواضعه ، ولو نالك منه شيء لأتيتك به ، قال فما جئتنا بشيء ؟ قال : لا ، قال :
جددوا لعمير عهدا ، قال : إن ذلك لشيء ، لا عملت لك ولا لأحد بعدك ، واللَّه ما سلمت ، بلى لم أسلم ، لقد قلت لنصراني : أي أخزاك اللَّه ، فهذا ما عرّضتني له ، ورجع إلى منزله ، قال : وبينه وبين المدينة أميال ، فقال عمر حين انصرف عمير : ما أراه الَّا قد خاننا ، فبعث رجلا يقال له الحارث وأعطاه مائة دينار وقال : انطلق إلى عمير حتى تنزل به كأنك ضيف ، فإن رأيت أثر شيء فأقبل ، وإن رأيت حالا شديدا فادفع إليه هذه المائة دينار .
فانطلق الحارث فإذا هو بعمير جالس يفلي قميصه إلى جنب الحائط ، فسلَّم عليه ، فقال له عمير : انزل رحمك اللَّه ، فنزل ثم سأله فقال : من أين جئت ؟ قال : من المدينة ، قال : فكيف تركت أمير المؤمنين ؟ فقال :
صالحا ، قال : فكيف تركت المسلمين ؟ قال : صالحين ، قال : ليس يقيم الحدود ؟ قال : بلى ضرب ابنا له على أن أتى فاحشة فمات من ضربه . فقال عمير : اللهم أعن عمر فإني لا أعلمه إلَّا شديدا حبّه لك ، قال : فنزل به ثلاثة أيام وليس لهم إلا قرصة من شعير كانوا يخصّونه بها ويطوون ، حتى علم أن قد أتاهم الجهد ، فقال له عمير : إنك قد أجعتنا فإن رأيت أن تتحول عنا فافعل ، قال : فأخرج إليه الدنانير فدفعها إليه وقال : بعث بها أمير المؤمنين إليك فاستعن بها ، فصاح وقال : لا حاجة لي فيها ردّها ، فقالت له امرأته :
إن احتجت إليه وإلا فضعها موضعها ، فقال عمير : واللَّه مالي شيء أجعلها فيه ، فشقّت المرأة أسفل درعها ، فأعطته خرقة فجعلها فيها ، ثم خرج فقسمها بين أبناء الشهداء والفقراء ، ثم رجع والرسول يظنّه يعطيه منها شيئا ، فقال له

136

نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست