نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 64
سمع رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يقول قولا فوهم فيه ، فلو علم أنه وهم ما حدّث ولا عمل به ، ورجل لم يكذب ولم يهم وشهد ولم يغب ، وإنما دلّ بهذا على نفسه . وكلهم ينزعون إلى غاية ويستقون من قليب واحد ولأيّهم كان الكلام فبنور النبوة أشرق ضياؤه ومن شجرتها المباركة اقتبست ناره . فإن حقق قارىء هذا الكتاب نقلا يخالف في بعض الكلمات ، فالعهدة فيه على الرواة ، وأنا لم آل في بذل الاجتهاد مع شدة تناقض أرباب الاسناد ، وليس ذلك بقادح فيه ، إذ المقصود المذاكرة بمعانيه ، لا نسبته إلى قائليه . [82] - قال علي بن أبي طالب عليه السلام : أما بعد فإن الدنيا قد أدبرت وآذنت بوداع ، وإن الآخرة قد أقبلت وأشرفت باطلاع ، وإن المضمار اليوم وغدا السباق ، والسبقة الجنة ، والغاية النار ، ألا وإنكم في أيام أمل من ورائه أجل ، فمن أخلص في أيام أمله قبل حضور أجله نفعه علمه ولم يضرّه أمله ، ومن قصّر في أيام أمله قبل حضور أجله فقد خسر عمله وضرّه أمله ( 1 ) ، ألا فاعملوا في الرغبة كما تعملون في الرهبة ، ألا وإني لم أر كالجنة نام طالبها ولا كالنار نام هاربها ، ألا وإنه من لم ينفعه الحقّ ضرّه الباطل ، ومن لم يستقم به الهدى يجر به الضلال ، ألا وإنكم قد أمرتم بالظَّعن ودللتم على الزاد ، وإنّ أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل .