نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 436
[1117] - وكانت الخيزران تتشبّه بالرجال وتحبّ الأمر والنهي ، وأن يكون لها باب يقصد بالرغبات والمدائح ، فقال لها الهادي لما ولى الخلافة : إن الأمر والنهي لا يبلغه قدر النساء ، فلا تخرجي من خفر الكفاية الي بذلة التدبير ، واختمري بخمرتك وعليك بسبحتك ، ولا أعلمك تعدّيت ذلك إلى تكليف يضرّك وتعنيف يلزمك ، ولك بعد هذا عليّ الطاعة التي أوجبها اللَّه تعالى لك ، في غير كفر ولا مأثم ولا عار . [ 1118 ] - شغب الجند على الرشيد ثم سكنوا بعد إيقاع بهم ، فصعد المنبر وقال بعد حمد اللَّه والصلاة على رسوله : اما بعد ، فقد كان لكم ذنب وكان منّا عتب ، وكان منكم اصطلام ومنّا انتقام ، وعندي بعد هذا لكم التنفيس عن المكروبين ، والتفريج عن المغمومين ، والإحسان إلى المحسنين ، والتغمّد لإساءة المسيئين ، وأن لا يكفر لكم بلاء ، ولا يحبس عليكم عطاء ، وعليّ بذلك الوفاء ، ثم نزل . [1119] - كان سبب خروج المعتصم إلى سرّ من رأى أن غلمانه الأتراك كثروا ببغداد ، فتولعوا بحرم الناس وأولادهم ، فاجتمع إليه جماعة منهم وقالوا : يا أمير المؤمنين ما أحد أحبّ إلينا مجاورة منك ، لأنك الامام والمحامي عن الدين ، وقد أفرط علينا أمر غلمانك ، فاما منعتهم منّا أو نقلتهم عنّا ، قال : نقلهم لا يكون إلا بنقلي ، ولكنّي افتقدهم وأزيل ما شكوتم منه ، فنظر فإذا الأمر قد زاد وعظم وخاف أن يقع بينهم حرب ، وعاودوه بالشكوى وقالوا : إن قدرت على نصفتنا وإلا فتحوّل عنّا ، فقال ، أتحول وكرامة ، فرحل إلى سرّ من رأى واتخذها دارا .