نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 239
مقدّمة ( 1 ) قد حوى كتاب اللَّه سبحانه وتعالى من فنون السياسة وأقسامها ما يغني متدبّره ويكفي متأمله : كالقصاص الذي جعل اللَّه لنا فيه الحياة ، والحدود التي عصم بها الأنفس والأموال والأعراض من تسرّع الجناة ، والزكاة العائدة بفضل الأغنياء على الفقراء ، منّة منه ليجعلهم فيما أنزل عليهم من رزقه شركاء ، وكالطاعة المفترضة على الرعيّة للرّعاة ، والمعدلة الموجبة لهم على الولاة ، وكحقوق النساء من القسمة والتعديل على الرجال ، وما يلزمهنّ لهم من حفظ الفروج ولزوم الحجال ( 2 ) ، وغير ذلك مما يخرج من هذا الكتاب ولا يليق إيراده به . وهو بحر الحكمة التي جعلها شفاء للأسقام والأوصاب ، وجلاء للأفهام والألباب ، لا يدرك قراره ، ولا تحصى آثاره . فمن الآيات التي فيها أدب يتّبع قوله عز وجل : * ( يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وانْه عَنِ الْمُنْكَرِ واصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ، ولا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ ولا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ الله لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ ، واقْصِدْ فِي مَشْيِكَ واغْضُضْ ) *
239
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 239