responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التاريخ وحركة التقدم البشري ونظرة الإسلام نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 201

إسم الكتاب : التاريخ وحركة التقدم البشري ونظرة الإسلام ( عدد الصفحات : 205)


الإعوجاج ، والتوبة والإنابة إلى الله تعالى والعمل بقوانينه وشرائعه .
وهذه الحقيقة نابعة من معادلة تقابل بين حقيقتين كونيتين :
أ - خيرية الله الشاملة المطلقة .
ب - الحقيقة الموضوعية الثابتة في الفكر الإسلامي ، وهي أن الإنسان خلق ضعيفا [1] .
وما يخالف هذه الحقيقة من الآلام والكوارث فهو على قسمين :
الأول - ناشئ عن عمل الطبيعة وقوانينها ، وهي قوانين تعمل ، في غرضها الأقصى ، لخير الجنس البشري بصورة شاملة وغير مقيدة بزمان أو رقعة جغرافية ، وهذا ما يجعلها قوانين عادلة وإن أصابت بالآلام بعضا من البشر في زمان بعينه أو مكان بعينه .
وهذا بالنسبة إلى الكوارث الطبيعية التي تحصل بغير تدخل من الإنسان أو تقصير منه . أما ما يحدث في الطبيعة نتيجة لعمل الإنسان نفسه أو سلبيته ، أو عدم التزام بالقوانين ( في عصرنا الحاضر : تلويث البيئة ، مثلا ، أو روح الاستغلال والعدوان في المجتمعات الصناعية ضد العالم الثالث ، مثلا ) . . . هذا النوع من الكوارث يدخل في القسم الثاني التالي .
الثاني - ناشئ عن سوء اختيار الإنسان ، واستعجاله الخير قبل توفر شروطه ونضجها ، ومن عدوان بعضه على بعض .
3 - الحقيقة الثالثة هي البشارة من الله تعالى بأن أمور الحياة والمجتمع تصير إلى أفضل وأحسن مما عليه في الحاضر . ولكن هذه البشارة لا تتحقق بطريقة إعجازية محضة .
إن تحقيق البشارة يتم وفاء بالوعد الإلهي ، ومن ثم ففيها عنصر غيبي غير تجريبي ، ولكن تحقيقها مشروط بالعمل البشري :
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا [2] .



[1] قال الله تعالى : يريد الله أن يخفف عنكم ، وخلق الإنسان ضعيفا ، سورة النساء ( مدنية - 4 ) الآية : 28 .
[2] سورة الإسراء ( مكية - 17 ) الآية : 9 .

201

نام کتاب : التاريخ وحركة التقدم البشري ونظرة الإسلام نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست