نام کتاب : التاريخ وحركة التقدم البشري ونظرة الإسلام نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين جلد : 1 صفحه : 197
6 - الأمل الإنسان يعيش في الحاضر مشدودا بين وترين : الماضي والمستقبل ، فهو لا يني يحمل الماضي في وعيه ، وفي ذاكرته ، وفي تركيب جسده ، مثقلا بأحزانه وأفراحه ، ومخاوفه وآماله ، مندفعا بها نحو المستقبل ، يضئ عينيه نور الأمل الذي يغمر قلبه بالحياة الأفضل . ولكنه أمل معذب بالحيرة ، والقلق ، والمخاوف من خيبات الأمل . وهذه الحقيقة بارزة في تكوين وحياة الإنسان الفرد بوضوح ، وهي لا تقل وضوحا في حياة الأمم والشعوب والجماعات . وقد وقف الإسلام في تعليمه التربوي الإيماني للأفراد في وجه الميل إلى الإغراق في الأمل ، لأنه حين يشتد ويغلب على مزاج الإنسان يجعله غير واقعي ، ويحبسه في داخل ذاته ، وينمي فيه الشعور ب الأنا على نحو لا يعود الآخرون موضوعا لاهتمامه وعنايته أو يجعله قليل الاهتمام بهم ، وهذا أمر مرفوض في دين يجعل الاهتمام الشخصي بالآخرين أحد المقومات الأساسية للشخصية الإنسانية السليمة ، ولأن الاغراق في الأمل يحول بين الإنسان وبين كثير من فرص كثيرة للتكامل الروحي والأخلاقي . والنصوص القرآنية في هذا الشأن كثيرة ، كذلك النصوص النبوية الواردة في السنة . وقد حفلت مواعظ الإمام علي في نهج البلاغة بالتحذير من الاسترسال مع الآمال [1] .
[1] راجع دراسة موسعة ومعمقة عن هذا الموضوع في فصل ( الوعظ ) من كتابنا ، دراسات في نهج البلاغة - الطبعة الثالثة .
197
نام کتاب : التاريخ وحركة التقدم البشري ونظرة الإسلام نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين جلد : 1 صفحه : 197