نام کتاب : التاريخ وحركة التقدم البشري ونظرة الإسلام نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين جلد : 1 صفحه : 195
ومن أروع رؤاه لحركة التاريخ في المستقبل رؤيته لحركة الخوارج التمردية ، وكيف أنها ستنمو وتتشعب على رغم ما يبدو في الحاضر من مظاهر اندثارها وانقطاع أصلها ، وذلك أنه لما قتل الخوارج قيل له : يا أمير المؤمنين : هلك القوم بأجمعهم ، فقال : كلا والله . إنهم نطف في أصلاب الرجال وقرارات النساء [1] كلما نجم منهم قرن قطع [2] حتى يكون آخرهم لصوصا سلابين [3] . * وهكذا تأتي الثورة في أعقاب انتصار الفتنة فتحول بينه وبين الاستقرار ، وتحول بين أدواته وبين أن تمكن لمفاهيمها في الأمة ، وتتيح بذلك فرصا لقوى الخير الباقية أن تنعم بشئ من الأمان ، وأن تقدر على شئ من الحركة يتيح لها إبقاء النور الصافي متألقا في ظلمات الفتنة ، في عقول وقلوب كثيرة ، بانتظار الأمل الكبير ، والنصر النهائي الكبير .
[1] قرارات النساء : أرحام النساء . [2] نجم : ظهر . قرن : رئيس أو جماعة . [3] نهج البلاغة - رقم النص : 60 .
195
نام کتاب : التاريخ وحركة التقدم البشري ونظرة الإسلام نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين جلد : 1 صفحه : 195