responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 89


قالوا وقبيح بالخطيب أن يقوم بخطبة العيد أو يوم السماطين أو على منبر جماعة أو في سدة دار الخلافة أو في يوم جمع وحفل إما في اصلاح بين العشائر واحتمال دماء القبائل واستلال تلك الضغائن والسخائم فيقول كما قال بعض من خطب على منبر ضخم الشان رفيع المكان ثم ان الله عز وجل بعد أن أنشأ الخلق وسواهم ومكن لهم لاشاهم فتلاشوا ولولا أن المتكلم افتقر إلى أن يلفظ بالتلاشي لكان ينبغي أن يؤخذ فوق يده وخطب آخر في وسط دار الخلافة فقال في خطبته وأخرجه الله من باب الايسية فأدخله في باب الايسية وقال مرة أخرى في خطبة له هذا فريق ما بين السار والضار والدفاع وقال مرة أخرى فدل ساتره على غامره ودل غامره على منحله فكاد إبراهيم ابن السندي يطير شفقا ويتقد غيظا هذا وإبراهيم من المتكلمين والخطيب لم يكن من المتكلمين وانما جازت هذه الألفاظ في صناعة الكلام حين عجزت الأسماء عن اتساع المعاني وقد تحسن أيضا ألفاظ المتكلمين في مثل شعر أبي نواس وفي كل ما قالوه على جهة التظرف والتملح كقول أبي نواس :
وذات خد مورد * قوهية المتجرد تأمل العين منها * محاسنا ليس تنفد فبعضها قد تناهى * وبعضها يتولد والحسن في كل عضو * منها معاد مردد وكقوله :
يا عاقد القلب مني * هلا تذكرت حلا تركت قلبي قليلا * من القليل أقلا يكاد لا يتجزأ * أقل في اللفظ من لا وقد يتلمح الأعرابي بان يدخل في شعره شيئا من كلام الفارسية كقول العماني للرشيد في قصيدته التي مدحه فيها :
من يلقه من بطل مسرند * في زغفة محكمة بالسرد يجول بين رأسه والكرد يعني العنق ويقول فيه أيضا :

89

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست