نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 75
ابن عبيد ما البلاغة قال ما بلغ بك الجنة وعدل بك عن النار وما بصرك مواقع رشدك وعواقب غيك قال السائل ليس هذا أريد قال من لم يحسن أن يستمع ومن لم يحسن القول قال ليس هذا أريد قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إنا معشر الأنبياء بكاء أي قليلو الكلام ومنه قيل رجل بكى وكانوا يكرهون أن يزيد منطق الرجل على عقله قال السائل ليس هذا أريد قال كانوا يخافون من فتنة القول ومن سقطات الكلام مالا يخافون من فتنة السكوت ومن سقطات الصمت قال السائل ليس هذا أريد قال عمرو فكأنك إنما تريد تحبير اللفظ في حسن الإفهام قال نعم قال إنك إن أردت تقرير حجة الله في عقول المتكلمين وتخفيف المؤونة على المستمعين وتزيين تلك المعاني في قلوب المريدين بالألفاظ المستحسنة في الآذان المقبولة عند الأذهان رغبة في سرعة استجابتهم ونفي الشواغل عن قلوبهم بالموعظة الحسنة على الكتاب والسنة كنت قد أوتيت فصل الخطاب واستوجبت على الله جزيل الثواب قلت لعبد الكريم من هذا الذي صبر له عمرو هذا الصبر قال قد سألت عن ذلك أبا حفص فقال ومن كان يجترئ عليه هذه الجرأة إلا حفص ابن سالم قال عمر الشمري كان عمرو بن عبيد لا يكاد يتكلم فان تكلم لم يكد يطيل وكان يقول لا خير في المتكلم إذا كان كلامه لمن شهده دون نفسه وإذا طال الكلام عرضت للمتكلم أسباب التكلف ولا خير في شيء يأتيك به التكلف وقال بعضهم - وهو من أحسن ما اجتبيناه ودوناه - لا يكون الكلام يستحق اسم البلاغة حتى يسابق معناه لفظه ولفظه معناه فلا يكون لفظه إلى سمعك أسبق من معناه إلى قلبك وكان موسى بن عمران يقول لم أر أنطق من أيوب بن جعفر ويحيى بن خالد وكان ثمامة يقول لم أر أنطق من جعفر بن يحيى بن خالد وكان سهل بن هارون يقول لم أر أنطق من المأمون أمير المؤمنين وقال ثمامة
75
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 75