نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 605
أي بني اني قد اخترت لك الوصية ومحضتك النصيحة وأديت الحق إلى الله في تأديبك فلا تغفلن الأخذ بأحسنها والعمل بها والله موفقك قال الغنوي احتضر رجل منا فصاحت ابنته ففتح عينيه وهو يكيد بنفسه فقال : عزاء لا أبا لك ان شيئا * تولى ليس يرجعه الحنين وقال بعض الشعراء : وما ان قتلناهم بأكثر منهم * ولكن بأوفى بالطعان وأكرما قال المدائني كان يقال إذا انقطع رجاؤك من صديقك فألحقه بعدوك وقال عبد الملك بن صالح لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك فإنما سعى في مضرته ونفعك وقال مصعب بن الزبير التواضع أحد مصائد الشرف وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه إياك ومؤاخاة الأحمق فإنه ربما أراد ان ينفعك فضرك وكانوا يقولون عشر في عشرة هي فيهم أقبح منها في غيرهم الضيق في الملوك والغدر في ذوي الأحساب والحاجة في العلماء والكذب في القضاة والغضب في ذوي الألباب والسفاهة في الكهول والمرض في الأطباء والاستهزاء في أهل البؤس والفخر في أهل الفاقة والشح في الأغنياء ووصف بعض الاعراب فرسا فقال قد انتهى ضموره وذبل فريره وظهر حصيره وتفلقت غروره واسترخت شاكلته يقبل بزور الأسد ويدبر بعجز الذئب ومات ابن لسليمان بن علي فجزع عليه جزعا شديدا وامتنع من الطعام والشراب وجعل الناس يعزونه فلا يحفل بذلك فدخل عليه يحيى بن منصور فقال عليكم نزل كتاب الله فأنتم أعلم بفرائضه ومنكم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنتم أعرف بسنته ولست ممن يعلم من جهل ولا يقوم من عوج ولكني أعزيك ببيت من شعر قال هاته قال : وهون ما ألقى من الوجد انني * أساكنه في داره اليوم أو غدا قال دعا أعرابي في طريق مكة فقال هل من عائد بفضل أو مواس
605
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 605