responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 514


بسم الله الرحمن الرحيم قد قلنا في صدر هذا الجزء الثالث في ذكرنا العصا ووجوه تصرفها وذكرنا من مقطعات كلام النساك ومن قصار مواعظ الزهاد وغير ذلك مما يجوز في نوادر المعاني وقصار الخطب ونحن ذاكرون على اسم الله وعونه صدرا من دعاء الصالحين والسلف المتقدمين ومن دعاء الاعراب فقد اجمعوا على استحسان ذلك واستجادته وبعض دعاء الملهوفين والنساك المتبتلين قال الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم « قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم » وقال « ادعوني أستجب لكم » وقال تعالى « ويدعوننا رغبا ورهبا » وقال « والمستغفرين بالأسحار » قالوا كان عمرو بن معاوية العقيلي يقول اللهم قني عثرات الكلام وقال أعرابي لرجل سأله جعل الله الخير عليك دليلا ولا جعل حظ السائل منك عذرة صادقة وقال بعض كرام الاعراب ممن يقرض الشعر ويؤثر الشكر :
لعل مفيدات الزمان يفدنني * بنى صامت في غير شيء يضيرها وقال شيخ أعرابي اللهم لا تنزلني ماء سوء فأكون امرأ سوء قال وسمعت عمر بن هبيرة يقول في دعائه اللهم إني أعوذ بك من صديق مطر وجليس مغر وعدو مسر قال كتب ابن سيابة إلى صديق له إما مستقرضا وإما مستفرضا فذكر صديقه خلة شديدة وكثرة عيال وتعذر الأمور فكتب إليه ابن سيابة ان كنت كاذبا فجعلك الله صادقا وإن كنت مليما فجعلك معذورا قال الأصمعي سمعت أعرابيا يقول أعوذ بك من الفواقر والبواقر ومن جار السوء في دار المقامة والظعن ومما ينكس برأس المرء ويغري به لئام الناس قال الأصمعي قيل لخالد بن نضلة قال عبد يغوث بن وقاص ما أذم فيها إلا غطينا ليس خالد بن نضلة يعني مضر قال خالد اللهم ان كان كاذبا فاقتله على يد الأم حي في مضر فقتلته تيم الرباب قالوا وقف سائل من الاعراب على الحسن فقال رحم الله عبدا أعطى من سعة وآسى من كفاف وآثر من قلة

514

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 514
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست