نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 50
سبكا واحدا فهو يجري على اللسان كما يحري على الدهان وأما قوله كبعر الكبش فإنما ذهب إلى أن بعر الكبش يقع متفرقا غير مؤتلف ولا متجاور وكذلك حروف الكلام وأجزاء الشعر من البيت تراها متفقة لمسا ولينة المعاطف سهلة وتراها مختلفة متباينة ومتنافرة مستكرهة تشق على اللسان وتكده والأخرى تراها سهلة لينة ورطبة مؤاتية سلسة النظام خفيفة على اللسان حتى كأن البيت بأسره كلمة واحدة وحتى كأن الكلمة بأسرها حرف واحد قال سحيم بن حفص قالت بنت الحطيئة للحطيئة تركت قوما كراما ونزلت في بني كليب بعر الكبش فعابتهم بتفرق بيوتهم فقيل لهم فأنشدونا بعض ما لا تتنافر أجزاؤه ولا تتباين ألفاظه فقالوا قال الثقفي : من كان ذا عضد يدرك ظلامته * إن الذليل الذي ليست له عضد تنبو يداه إذا ما قل ناصره * ويأنف الضيم إن أثرى له عدد وأنشدوا : رمتني وستر الله بيني وبينها * عشية أرام الكناس رميم رميم التي قالت لجارات بيتها * ضمنت لكم أن لا يزال يهيم ألا رب يوم لو رمتني رميتها * ولكن عهدي بالنضال قديم وأنشدوا : ولست بزميجة في الفراش * وجابة يحتمي أن يجيبا ولا ذي قلازم عند الحياض * إذا ما الشريب أراب الشريبا قال نوفل بن سالم لرؤبة بن العجاج يا أبا الجحاف مت متى شئت قال وكيف ذلك قال رأيت عقبة بن رؤبة ينشد رجزا أعجبني قال إنه يقول لو كان لقوله قران وقال الشاعر : مهاربة مناجبة قران * منادبة كأنهم الأسود وأنشد ابن الاعرابي : وبات يدرس شعرا لا قران له * قد كان ثقفه حولا فما زادا وقال بشار : فهذا بديه لا كتحبير قائل * إذا ما أراد القول زوره شهرا
50
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 50