responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 470


تعملون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها إلا بالعمل قال أوحى الله تبارك وتعالى إلى الدنيا من خدمني فاخدميه ومن خدمك فاستخدميه وقال من هوان الدنيا على الله انه لا يعصى إلا فيها ولا ينال ما عنده إلا بتركها ومر عيسى بن مريم بقوم فقال ما بالهم يبكون فقالوا على ذنوبهم قال اتركوها تغفر لكم وقال زياد بن أبي زياد مولى عياش بن أبي ربيعة دخلت على عمر بن عبد العزيز فلما رآني ترجل عن مجلسه فقال إذا دخل عليك رجل لا ترى لك عليه فضلا فلا تأخذ عليه شرف المجلس وقال الحسن ان أهل الدنيا وان دقدقت بهم الهماليج ووطئ الناس أعقابهم فان ذل المعصية في قلوبهم قالوا وكان الحجاج يقول إذا خطب إنا والله ما خلقنا للفناء وإنما خلقنا للبقاء وإنما ننقل من دار إلى دار وهذا من كلام الحسن ولما ضرب عبد الله بن علي تلك الأعناق قال له قائل هذا والله جهد البلاء فقال عبد الله ما هذا وشرطة الحجام إلا سواء وإنما جهد البلاء فقر مدقع بعد غنى موسع وقال آخر أشد من الخوف الشيء الذي يشتد من أجله الخوف وقال آخر أشد من الموت ما يتمنى له الموت وخير من الحياة ما إذا فقدته أبغضت له الحياة وقال أهل النار « يا مالك ليقض علينا ربك » قال « إنكم ماكثون » فلما لم يجابوا إلى الموت قالوا « أفيضوا علينا من الماء » وقالوا ليس في النار عذاب أشد على أهله من علمهم بأنه ليس لكربهم تنفيس ولا لضيقهم ترفيه ولا لعذابهم غاية ولا في الجنة نعيم أبلغ من علمهم بأن ذلك الملك لا يزول قالوا قارف الزهري ذنبا فاستوحش من الناس وهام على وجهه فقال زيد بن على يا زهري لقنوطك من رحمه الله التي وسعت كل شيء أشد عليك من ذنبك فقال الزهري « الله أعلم حيث يجعل رسالته » ورجع إلى أهله وماله وأصحابه قال ابن المبارك أفضل الزهد أخفاه

470

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 470
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست