نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 432
وقال آخر : وإنا وجدنا الناس عودين طيبا * وعودا خبيثا ما يبض على العصر تزين الفتى أخلاقه وتشينه * وتذكر اخلاق الفتى وهو لا يدري وقال المؤمل بن أميل : كانت تقيد حين تنزل منزلا * فاليوم صار لها الكلال قيودا والقوم كالعيدان يفضل بعضهم * بعضا كذاك يفوق عود عودا وقالت ليلى الأخيلية : نحن الاخائل لا يزال غلامنا * حتى يدب على العصا مذكورا أنظر أبقاك الله في كم فن تصرف فيه ذكر العصا من أبواب المنافع والمرافق وفي كم وجه صرفه الشعراء وضرب به المثل ونحن لو تركنا الاحتجاج لمخاصر البلغاء وعصي الخطباء لم نجد بدا من الاحتجاج لجلة المرسلين وكبار النبيين لأن الشعوبية قد طعنت في جملة هذا المذهب على قضيب النبي صلى الله عليه وسلم وعنزته وعلى عصاه ومخصرته وعلى عصا موسى لأن موسى عليه السلام قد كان اتخذها من قبل أن يعلم ما عند الله فيها والى ما يكون صيور أمرها ألا ترى انه لما قال الله عز وجل « وما تلك بيمينك يا موسى » قال « هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى » وبعد ذلك قال « ألقها يا موسى فألقاها فإذا هي حية تسعى » ومن يستطيع ان يدعي الإحاطة بما فيها من مآرب موسى إلا بالتقريب وذكر ما خطر على البال ذلك وقد كانت العصا لا تفارق يد سليمان بن داود عليهما السلام لا في مقاماته ولا في صلواته ولا في موته ولا في أيام حياته حتى جعل الله تسليط الأرضة عليها وسليمان ميت وهو معتمد عليها من الآيات عند من كان لا يعلم ان الجن لم تكن تعلم إلا ما تعلم الإنس ولو علم القوم اخلاق كل ملة وزي أهل كل لغة وعللهم في ذلك واحتجاجهم له لقل شغبهم وكفونا مؤونتهم وهذه الرهبان تتخذ العصي من غير سقم ولا نقصان في جارحة ولا بد للجاثليق من قناع ومن مظلة وبرطلة ومن عكازة ومن عصا من غير أن يكون الداعي إلى ذلك كبرا ولا عجزا في الخلقة وما زال المطيل القيام بالموعظة أو القراءة أو التلاوة يتخذ العصا عند
432
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 432