نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 43
رواه لقريش والعرب وهو الذي عجب من حسنه وأظهر من تصويبه وهذا إسناد تعجز عنه الأماني وتنقطع دونه الآمال وإنما وفق الله ذلك الكلام لقس ين ساعدة لاحتجاجه للتوحيد ولاظهاره معنى الاخلاص وإيمانه بالبعث ولذلك كان خطيب العرب قاطبة وكذلك ليس لأحد في ذلك مثل الذي لبني تميم لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سأل عمرو بن الأهتم عن الزبرقان بن بدر قال مانع لحوزته مطاع في أذينة فقال الزبرقان أما إنه قد علم أكثر مما قال لكنه حسدني شرفي فقال عمرو أما لئن قال ما قال فوالله ما علمته إلا ضيق الصدر زمر المروءة لئيم الخال حديث الغنى فلما رأى انه خالف قوله الآخر قوله الأول ورأى الانكار في عين رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله رضيت فقلت أحسن ما علمت وغضبت فقلت أقبح ما علمت وما كذبت في الأولى ولقد صدقت في الآخرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك إن من البيان لسحرا فهاتان الخصلتان خصت بهما إياد وتميم دون سائر القبائل ودخل الأحنف بن قيس على معاوية بن أبى سفيان فأشار له إلى الوساد فقال له اجلس فجلس على الأرض فقال معاوية ما منعك يا أحنف من الجلوس على الوساد فقال يا أمير المؤمنين إن فيما أوصى به قيس بن عاصم المنقري ولده أن قال لا تغش السلطان حتى يملك ولا تقطعه حتى ينساك ولا تجلس له على فراش ولا وساد واجعل بينك وبينه مجلس رجل أو رجلين فإنه عسى أن يأتي من هو أولى بذلك المجلس منك فتقام له فيكون قيامك زيادة له ونقصا عليك حسبي بهذا المجلس يا أمير المؤمنين لعله أن يأتي من هو أولى بذلك المجلس مني فقال معاوية لقد أوتيت تميم الحكمة مع رقة حواشي الكلام وأنشأ يقول : يا أيها السائل عما مضى * وعلم هذا الزمن العائب إن كنت تبغي العلم أو أهله * أو شاهدا يخبر عن غائب فاعتبر الأرض بسكانها * واعتبر الصاحب بالصاحب وذهب الشاعر في مرثية أبي دؤاد في قوله : وأصبر من عود وأهدى إذا سرى * من النجم في داج من الليل غيهب
43
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 43