نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 402
بالليل قال عمرو بن كلثوم وذكر واقعة لهم : ونحن غداة أوقد في خزازي * رفدنا فوق رفد الرافدينا وقال خمخام السدوسي : وإنا بالصليب ببطن فخ * جميعا واضعين به لظانا ندخن بالنهار ليبصرونا * ولا نخفى على أحد أتانا واما قولهم لا يعرفون الكمين فقد قال أبو قيس بن الأسلت : وأحرزنا المغانم واستبحنا * حمى الأعداء والله المعين بغير خلابة وبغير مكر * مجاهرة ولم يخبأ كمين وأما ذكرهم للركب فقد أجمعوا على أن الركب كانت قديمة إلا أن ركب الحديد لم تكن في العرب إلا أيام الأزارقة وكانت العرب لا تعود أنفسها إذا أرادت الركوب ان تضع أرجلها في الركب وإنما كانت تنزو نزوا وقال عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه لا تخور قوى ما كان صاحبها ينزو وينزع وقال عمر الراحة عقلة وإياكم والسمنة فإنها عقلة ولهذه العلة قتل خالد بن سعيد بن العاص حين غشيه العدو وأراد الركوب ولم يجد من يحمله ولذلك قال عمر حين رأى المهاجرين والأنصار لما أخصبوا وهم كثير منهم بمقاربة عيش العجم تمعدوا واخشوشنوا واقطعوا الركب وانزوا على الخيل نزوا وقال احفوا وانتعلوا فإنكم لا تدرون متى تكون الجفلة وكانت العرب لا تدع اتخاذ الركاب للرحل فكيف تدع الركاب للسرج ولكنهم كانوا وان اتخذوا الركب فإنهم لا يستعملونها إلا عند مالا بد منه كراهية ان يتكلوا على بعض ما يورثهم الاسترخاء والتفتخ ويضاهون أصحاب الترفه والنعمة قال الأصمعي قال العمري كان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يأخذ بيده اليمنى أذن فرسه اليسرى ثم يجمع جراميزه ويثب فكأنما خلق على ظهر فرسه وفعل مثل ذلك الوليد بن يزيد وهو يومئذ ولي عهد هشام ثم أقبل على مسلمة بن هشام فقال له أبوك يحسن مثل هذا فقال
402
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 402