responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 39


بليغا مفوها بينا وربما كان خطيبا فقط وشاعرا فقط وبين اللسان فقط ومن الشعراء الخطباء الأبيناء الحكماء قس ين ساعدة الايادي والخطباء كثير والشعراء أكثر منهم ومن يجمع الخطابة والشعر قليل ومنهم عمرو بن الأهتم المنقري وهو المكحل قالوا كأن شعره في مجالس الملوك حلل منشرة قيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه قيل للاوسية أي منظر أحسن قالت قصور بيض في حدائق خضر فأنشد عند ذلك عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه بيت عدي بن زيد العبادي :
كدمى العاج في المحاريب أو كالبيض في الروض زهره مستنير قال فقال قسامة بن زهير كلام عمرو بن الأهتم آنق وشعره أحسن هذا وقسامة أحد أبيناء العرب ومن الخطباء الشعراء البعيث المجاشعي واسمه خداش بن بشر بن لبيد ومن الخطباء الشعراء الكميت بن زيد الأسدي وكنيته أبو المستهل ومن الخطباء الشعراء الطرماح بن حكيم الطائي وكنيته أبو نفر قال القاسم بن معن قال محمد بن سهل راوية الكميت أنشدت الكميت قول الطرماح :
إذا قبضت نفس الطرماح أخلقت * عرى المجد واسترخى عنان القصائد فقال الكميت إي والله وعنان الخطابة والرواية قال أبو عثمان الجاحظ ولم ير الناس أعجب حالا من الكميت والطرماح وكان الكميت عدنانيا عصبيا وكان الطرماح قحطانيا عصبيا وكان الكميت شيعيا من الغالية وكان الطرماح خارجيا من الصفرية وكان الكميت يتعصب لأهل الكوفة وكان الطرماح لأهل الشام وبينهما مع ذلك من الخاصة والمخالطة ما لم يكن بين نفسين قط ثم لم يجر بينهما صرم ولا جفوة ولا إعراض ولا شيء مما تدعو هذه الخصال إليه ولم ير الناس مثلهما إلا ما ذكروا من حال عبد الله بن زيد الأباضي وهشام بن الحكم الرافضي فإنهما صارا إلى المشاركة بعد الخلطة والمصاحبة وقد كانت الحال بين خالد بن صفوان وشبيب بن شيبة الحال التي تدعو إلى المفارقة بعد المناقشة والمحاسدة للذي اجتمع فيهما من اتفاق الصناعة والقرابة والمجاورة فكان يقال لولا أنهما أحلم تميم لتباينا تباين

39

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست