responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 211

إسم الكتاب : البيان والتبيين ( عدد الصفحات : 607)


أدباء إما جئتهم خطباء * ضمناء كل كتيبة جرار ولما خطب سفيان بن الأبرد الأصم الكلبي فبلغ في الترغيب والترهيب المبالغ ورأى عبد الله بن هلال اليشكري ان ذلك قد فت أعضاد أصحابه أنشأ يقول :
لعمري لقد قام الأصم بخطبة * لها في صدور المسلمين غليل لعمري لئن أعطيت سفيان بيعتي * وفارقت ديني إنني لجهول وقال أحد الخطباء الذين تكلموا عند الإسكندر ميتا كان أمس أنطق منه اليوم وهو اليوم أوعظ منه أمس فأخذ أبو العتاهية هذا المعنى بعينه فقال :
بكيتك يا علي بدر عيني * فلم يغن البكاء عليك شيا طوتك خطوب دهرك بعد نشر * كذاك خطوبه نشرا وطيا كفى حزنا بدفنك ثم اني * نفضت تراب قبرك من يديا وكانت في حياتك لي عظات * وأنت اليوم أوعظ منك حيا ومن الاسجاع الحسنة قول الأعرابية لابنها حين خاصمته إلى عامل الماء أما كان بطني لك وعاء أما كان حجري لك فناء أما كان ثديي لك سقاء فقال ابنها أصبحت خطيبة رضي الله تعالى عنك وقال النمر بن تولب :
وقالت ألا فاسمع للفظي وخطبتي * فقلت سمعنا فانطقي وأصيبي فلم تنطقي حقا ولست بأهله * فقبحت لي من قائل وخطيب وقال أبو عياد كاتب أبي خالد ما جلس أحد قط بين يدي إلا تمثل لي اني سأجلس بين يديه قال الله عز وجل ( وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا ) ليس يريد بلاغة اللسان وإن كان اللسان لا يبلغ من القلوب حيث يريد إلا بالبلاغة وكانت خطبة قريش في الجاهلية - يعني خطبة النساء - باسمك اللهم ذكرت فلانة وفلان بها مشغوف باسمك اللهم لك ما سألت ولنا ما أعطيت ولما مات عبد الملك بن مروان صعد المنبر الوليد ابنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال لم أر مثلها مصيبة ولم أر مثلها ثوابا موت أمير المؤمنين والخلافة بعده إنا لله وإنا إليه راجعون فالحمد لله على المصيبة والحمد لله على النعمة انهضوا

211

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست