responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 193


من سره أن يسمع القرآن غضا فليسمع قراءة مسلم بن جندب ومن القصاص عبد الله بن عرادة بن عبد الله بن الوضين وله مسجد في بني شيبان ومن القصاص موسى الأسواري وكان من أعاجيب الدنيا كانت فصاحته بالفارسية في وزن فصاحته بالعربية وكان يجلس في مجلسه المشهور به فيقعد العرب عن يمينه والفرس عن يساره فيقرأ الآية من كتاب الله ويفسرها للعرب بالعربية ثم يحول وجهه إلى الفرس فيفسرها لهم بالفارسية فلا يدري بأي لسان هو أبين واللغتان إذا التقتا في اللسان الواحد أدخلت كل واحدة منهما الضيم على صاحبتها إلا ما ذكروا من لسان موسى بن سيار الأسواري ولم يكن في هذه الأمة بعد أبي موسى الأشعري اقرأ في محراب من موسى ابن سيار ثم عثمان بن سعيد بن أسعد ثم يونس النحوي ثم المعلي ثم قص في مسجده أبو علي الأسواري وهو عمرو بن فائد ستا وثلاثين سنة فابتدأ لهم في تفسير سورة البقرة فما ختم القران حتى مات لأنه كان حافظا للسير ولوجوه التأويلات فكان ربما يفسر آية واحدة في عدة أسابيع كأن الآية ذكر فيها يوم بدر وكان هو يحفظ مما يجوز أن يلحق في ذلك من الأحاديث الكثيرة وكان يقص في فنون كثيرة من القصص ويجعل للقران نصيبا من ذلك وكان يونس بن حبيب يسمع منه كلام العرب ويحتج به وخصاله المحمودة كثيرة ثم قص من بعده القاسم بن يحيى وهو أبو العباس الضرير لم يدرك في القصاص مثله وكان يقص معهما وبعدهما مالك بن عبد الحميد المكفوف ويزعمون أن أبا علي لم يسمع منه كلمة غيبة قط ولا عارض أحدا من المخالفين والحساد والبغاة بشيء من المكافاة فأما صالح المري فإنه كان يكنى أبا بشر وكان صحيح الكلام رقيق المجلس فذكر أصحابنا أن سفيان بن حبيب لما دخل البصرة وتوارى

193

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست