responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 179


فوجدوه خياطا فسئل عن ذلك فقال ما كذبت انه لطويل الجلوس جيد الطعن بالإبرة فقال أبو إسحق بل لعمري لقد كذب لأنه قد غرهم منه وكذلك لو سأله رجل عن رجل يريد أن يسلفه مالا عظيما فقال هو يملك مالا كان يبيعه بمائة الف ومائة الف فلما بايعه الرجل وجده معدما ضعيف الحيلة فلما قيل له في ذلك قال ما كذبت لأنه يملك عينيه وأذنيه وأنفه وشفتيه حتى عد جميع أعضائه وجوارحه ومن قال للمستشير هذا القول فقد غره وذلك مما لا يحل في دين ولا يحسن في الحرية وهذا القول معصية لله تعالى والمعصية لا تكون صدقا وأدنى منازل هذا الخبر لا يسمى صدقا فأما التسمية له بالكذب فان فيها كلاما يطول ومن الخطباء المشهورين في العوام والمقدمين في الخواص خالد بن صفوان الاهتمي زعموا جميعا انه كان عند أبي العباس أمير المؤمنين وكان من سماره وأهل المنزلة عنده ففخر عليه ناس من بلحارث بن كعب وأكثروا في القول فقال أبو العباس لم لا تتكلم يا خالد فقال أخوال أمير المؤمنين وعصبته قال فأنتم أعمام أمير المؤمنين وعصبته قال خالد وما عسى أن أقول لقوم كانوا بين ناسج برد ودابغ جلد وسائس قرد وراكب عرد دل عليهم هدهد وغرقتهم فأرة وملكتهم امرأة فلئن كان خالد قد فكر وتدبر هذا الكلام انه للرواية الحافظ والمؤلف المجيد ولئن كان هذا شيئا حضرة حين حرك وبسط فما له نظير في الدنيا فتأمل هذا الكلام فإنك ستجده مليحا مقبولا وعظيم القدر جليلا ولو خطب اليماني بلسان سحبان وائل حولا كريتا ثم صك بهذه الفقرة ما قامت له قائمة وكان أذكر الناس لأول كلامه وأحفظهم لكل شيء سلف من منطقه قال مكي بن سوادة في صفته له :
عليم بتنزيل الكلام ملقن * ذكور لما سداه أول أولا يبذ قريع القوم في كل محفل * وإن كان سحبان الخطيب ودغفلا ترى خطباء الناس يوم ارتجاله * كأنهم الكروان عاين أجدلا وكان يقارض شبيب بن شيبة لاجتماعهما على القرابة والمجاورة والصناعة

179

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست