نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 175
إذا قال لم يترك مقالا لقائل * بملتقطات لا ترى بينها فصلا كفى وشفى ما في النفوس ولم يدع * لذي إربه في القول جدا ولا هزلا سموت إلى العليا بغير مشقة * فنلت ذراها لا دنيا ولا وغلا وقال الحسن كان عبد الله بن عباس أول من عرف بالبصرة صعد المنبر فقرأ البقرة وآل عمران ففسرهما حرفا حرفا وكان والله مثجا يسيل غربا وكان يسمى البحر وحبر قريش وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل ) وقال عمر غص غواص ونظر إليه يتكلم فقال : شنشنة أعرفها من أخزم الشعر لأبي أخزم الطائي وهو جد أبي حاتم طي أو جد جده وكان له ابن يقال له أخزم فمات وترك بنين فوثبوا يوما على جدهم أبي أخزم فأدموه فقال : إن بني زملوني بالدم * شنشنة أعرفها من أخزم أي انهم أشبهوا أباهم في طبيعته وخلقه وأحسبه كان به عاقا فهكذا ذكر ابن الكلبي والشنشنة مثل الطبيعة والسجية فأراد عمر رضي الله تعالى عنه إني اعرف فيك مشابهة في أبيك في رأيه وعقله ويقال إنه لم يكن لقرشي مثل رأي العباس ومن خطباء بني هاشم أيضا داود بن علي وكان يكنى أبا سليمان وكان أنطق الناس وأجودهم ارتجالا واقتضابا للقول ويقال إنه لم يتقدم في تحبير خطبة قط وله كلام معروف محفوظ فمن ذلك خطبته على أهل مكة شكرا شكرا أما والله ما خرجنا لنحتفر فيكم نهرا ولا لنبني فيكم قصرا أظن عدو الله إن لم نظفر به ان أرخى له في زمامه حتى عثر في فضل خطامه فالآن عاد الأمر في نصابه وطلعت الشمس من مطلعها وأخذ القوس باريها وعاد النبل إلى النزعة ورجع الأمر إلى مستقره في أهل بيت نبيكم أهل بيت الرأفة والرحمة ومن خطباء بني هاشم عبد الله بن الحسن وهو القائل لابنه إبراهيم أو محمد أي بني إني مؤد إليك حق الله في تأديبك فأد ألي حق الله في حسن الاستماع أي بني كف الأذى وارفض البذاء واستعن على الكلام بطول الفكر في المواطن التي تدعوك نفسك فيها إلى القول فان للقول ساعات يضر
175
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 175