responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 148


وما نشك انه عليه وعلى آله السلام قد نهى عن المراء وعن التزيد والتكلف وعن كل ما ضارع الرياء أو السمعة والنفج والبذخ وعن التهاتر والتشاغب وعن المغالبة والمماتنة فاما نفس البيان فكيف ينهي عنه وأبين الكلام كلام الله وهو الذي مدح التبيين وأهل التفصيل وفي هذا كفاية إن شاء الله قال دغفل بن حنظلة ان للعلم أربعا آفة ونكدا وإضاعة واستجاعة فآفته النسيان ونكده الكذب وإضاعته وضعه في غير موضعه واستجاعته انك لا تشبع منه وانما عاب الاستجاعة لسوء تدبير أكثر العلماء ولخرق سياسة أكثر الرواة لأن الرواة إذا شغلوا عقولهم بالازدياد والجمع عن تحفظ ما قد حصلوه وتدبر ما قد دونوه كان ذلك الازدياد داعيا إلى النقصان وذلك الربح سببا للخسران وقد جاء في الحديث منهومان لا يشبعان منهوم في العلم ومنهوم في المال وقالوا علم علمك وتعلم علم غيرك فإذا أنت قد علمت ما جهلت وحفظت ما علمت وقال الخليل بن احمد اجعل تعليمك دراسة لعلمك واجعل مناظرة المتعلم تنبيها لك على ما ليس عندك وقال بعضهم وأظنه بكر بن عبد الله المزني لا تكدوا هذه القلوب ولا تهملوها فخير الكلام ما كان عقب الجمام ومن أكره بصره عشي وعاودوا الفكر عند نبوات القلوب واشحذوها بالمذاكرة ولا تيأسوا من إصابة الحكمة إذا امتحنتم ببعض الاستغلاق فان من أدام قرع الباب ولج وقال الشاعر :
إذا المرء أعيته المروءة ناشئا * فمطلبها كهلا عليه شديد وقال الأحنف السؤدد مع السواد وتقول الحكماء من لم ينطق بالحكمة قبل الأربعين لم يبلغ فيها وأنشد :
ودون الندى في كل قلب ثنية * لها مصعد حزن ومنحدر سهل وود الفتى في كل نيل ينيله * إذا ما انقضى لو أن نائله جزل

148

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست