نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 146
لا أسأل الناس عما في ضمائرهم * ما في ضميري لهم مني سيكفيني وقال حمزة بن بيض : لم يكن عن جناية لحقتني * لا يساري ولا يميني جنتني بل جناها أخ علي كريم * وعلى أهلها براقش تجني لان هذه الكلبة - وهي براقش - انما نبحت غزيا وقد مروا من ورائهم وقد رجعوا خائبين مخفقين فلما نبحتهم استدلوا بنباحها على أهلها فاستباحوهم ولو سكتت كانوا قد سلموا فضرب ابن بيض بها المثل وقال الأخطل : تنق بلا شيء شيوخ محارب * وما خلتها كانت تريش ولا تبري ضفادع في ظلماء ليل تجاوبت * فدل عليها صوتها حية النهر وقالوا الصمت حكم وقليل فاعله وقالوا استكثر من الهيبة صامت وقيل لرجل من كلب طويل الصمت بحق ما سمتكم العلماء خرس العرب فقال أسكت فأسلم وأسمع فاعلم وكانوا يقولون لا تعدلوا بالسلامة شيئا ولا تسمع الناس يقولون جلد فلان حين صمت ولا قتل حين سكت وتسمعهم يقولون جلد فلان حين قال كذا وكذا وقتل حين قال كذا وكذا وفي الحديث المأثور رحم الله من سكت فسلم أو قال خيرا فغنم والسلامة فوق الغنيمة لأن السلامة أصل والغنيمة فرع وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله يبغض البليغ الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل الباقرة بلسانها ) وقيل إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب وقال صاحب البلاغة والخطابة وأهل البيان وحب التبيين انما عاب النبي صلى الله عليه وسلم المتشادقين والثرثارين والذي يتخلل بلسانه كما تتخلل الباقرة بلسانها والأعرابي المتشادق وهو الذي يصنع بفكيه وشدقيه ما لا يستجيزه أهل الأدب من خطباء أهل المدر فمن تكلف ذلك منهم فهو أعيب والذم له ألزم وقد كان الرجل من العرب يقف الموقف فيرسل عدة أمثال سائرة ولم يكن الناس جميعا يتمثلون بها إلا لما فيها من المرفق والانتفاع ومدار العلم على الشاهد والمثل وانما حثوا على الصمت لأن العامة إلى معرفة خطأ القول أسرع منهم إلى
146
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 146