نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 116
والشفقة والذين يتكلمون في صلاح ذات البين وفي اطفاء نائرة أو في حمالة أو على منبر جماعة أو في عقد املاك بين مسلم ومسلمة فكيف يكون كلام هؤلاء يدعون إلى السلاطة والمراء والى الهذر والبذاء والى النفج والرياء ولو كان هذا كما يقولون لكان علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما أكثر الناس فيما ذكرتم فلم خطب صعصعة ابن صوحان عند علي بن أبي طالب وقد كان ينبغي للحسن البصري أن يكون أحق التابعين بما ذكرتم قال الأصمعي قيل لسعيد بن المسيب ههنا قوم نساك يعيبون إنشاد الشعر قال نسكوا نسكا أعجميا وزعمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( شعبتان من شعب النفاق البذاء والبيان وشعبتان من شعب الايمان الحياء والعي ونحن نعوذ بالله من العي ونعوذ بالله أن يكون القران يحث على البيان ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحث على العي ونعوذ بالله أن يجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين البذاء والبيان وانما وقع النهي على كل شيء جاوز المقدار ووقع اسم العي على كل شيء قصر عن المقدار فالعي مذموم والخطل مذموم ودين الله تبارك وتعالى بين المقصر والغالي وههنا روايات كثيرة مدخولة وأحاديث معلولة ورووا أن رجلا مدح الحياء عند الأحنف وان الأحنف قال يم يعود ذلك ضعفا والخير لا يكون سببا للشر ولكنا نقول إن الحياء اسم لمقدار من المقادير ما زاد على ذلك المقدار فسمه ما أحببت وكذلك الجود اسم لمقدار من المقادير فالسرف اسم لما فضل عن ذلك المقدار وللحزم مقدار فالجبن اسم لما فضل عن ذلك المقدار وللاقتصاد مقدار فالبخل اسم لما خرج عن ذلك المقدار وللشجاعة مقدار فالتهور والخور اسم لما جاوز ذلك المقدار وهذه الأحاديث ليست لعامتها أسانيد متصلة فان وجدتها متصلة لم تجدها محمودة وأكثرها جاءت مطلقة ليس لها حامل محمود ولا مذموم فإذا كانت الكلمة حسنة استمتعنا بها على قدر ما فيها من الحسن فان أردت أن تتكلف هذه الصناعة وتنسب إلى هذا الأدب فقرضت قصيدة أو حبرت خطبة أو ألفت رسالة فإياك ان تدعوك ثقتك بنفسك
116
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 116