responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 111

إسم الكتاب : البيان والتبيين ( عدد الصفحات : 607)


قال وهم وإن كانوا يحبون البيان والطلاقة والتحبير والبلاغة والتخلص والرشاقة فإنهم كانوا يكرهون السلاطة والهذر والتكلف والاسهاب والاكثار لما في ذلك من التزيد والمباهاة واتباع الهوى والمنافسة في العلو والقدر وكانوا يكرهون الفضول في البلاغة لأن ذلك يدعو إلى السلاطة والسلاطة تدعو إلى البذاء وكل مراء في الأرض فإنما هو من نتاج الفضول ومن حصل كلامه وميزه وحاسب نفسه وخالف الإثم والذم أشفق من الضراوة وسوء العادة وخاف ثمرة العجب وهجنة القبح وما في حب السمعة من الفتنة وما في الرياء من مجانبة الاخلاص ولقد دعا عبادة بن الصامت بالطعام بكلام ظن انه ترك فيه المحاسبة فقال أوس بن شداد انه قد ترك فيه المحاسبة فاسترجع ثم قال ما تكلمت بكلمة منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مزمومة مخطومة قال ورووا عن حماد بن سلمة عن أبي حمزة عن إبراهيم قال إنما يهلك الناس في فضول الكلام وفضول المال وقال دع المعاذر فان أكثرها مفاجر وانما صارت المعاذر كذلك لأنها داعية إلى التخلص بكل شيء وقال سلام بن مطيع قال لي أيوب إياك وحفظ الحديث خوفا عليه من العجب وقال إبراهيم النخعي دع الاعتذار فإنه يخالط الكذب قالوا ونظر شاب وهو في دار ابن سيرين إلى فرش في داره فقال ما بال تلك الآجرة أرفع من تلك الآجرة الأخرى فقال ابن سيرين يا ابن أخي إن فضول النظر يدعو إلى فضول القول وزعم إبراهيم بن السندي قال أخبرني من سمع عيسى بن علي يقول فضول النظر من فضول الخواطر وفضول النظر يدعو إلى فضول القول وفضول القول يدعو إلى فضول العمل ومن تعود فضول الكلام ثم تدارك استصلاح لسانه خرج من استكراه القول وإن أبطأ أخرجه إبطاؤه إلى أقبح من الفضول قال أبو عمرو بن العلاء أنكح ضرار بن عمرو الضبي ابنته معبد بن زرارة فلما أخرجها إليه قال لها يا بنية امسكي عليك الفضلين قالت وما الفضلان قال فضل الغلمة وفضل الكلام

111

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست