نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 109
فغدا الشيخ حتى ولج البيت فقبل رأس امرأته وابنتها وهذا الباب يقع في كتاب الانسان من كتاب الحيوان وفي فضل ما بين الذكر والأنثى تاما وليس هذا الباب مما يدخل في باب البيان والتبيين ولكن قد يجرى السبب فيجري معه بقدر ما يكون تنشيطا لقارئ الكتاب لأن خروجه من الباب إذ أطال لبعض العلم كان ذلك أروح على قلبه وأزيد في نشاطه إن شاء الله وقد قال الأول في تعظيم شأن لقيم بن لقمان : قومي اصبحيني فما صيغ الفتى حجرا * لكن رهينة أحجار وارماس قومي اصبحيني فان الدهر ذو غير * أفنى لقيما وأفنى آل مرماس اليوم خمر ويبد وفي غد خبر * والدهر من بين إنعام وإيآس فاشرب على حدثان الدهر مرتفقا * لا يصحب الهم قرع السن بالكاس وقال أبو الطمحان القيني في ذكر لقمان : إن الزمان ولا تفنى عجائبه * فيه تقطع ألاف وأقران أمست بنو القين أفراقا موزعة * كأنهم من بقايا حي لقمان وقد ذكرت العرب هذه الأمم البائدة والقرون السالفة ولبعضهم بقايا قليلة وهم أشلاء في العرب متفرقون مغمورون مثل جرهم وجاسم ووبار وعملاق وأميم وطسم وجديس ولقمان والهس ماس وبني الناصور وقيل بن عتر وذي جدن ويقال في بني الناصور إن أصلهم من الروم فأما ثمود فقد خبر الله عز وجل عنهم فقال « وثمود فما أبقى » وقال « فهل ترى لهم من باقية » أنا أعجب من مسلم يصدق بالقران ويزعم أن في قبائل العرب من بقايا ثمود وكان أبو عبيدة يتأول قوله « وثمود فما أبقى » ان ذلك انما وقع على الأكثر وعلى الجمهور الأكبر وهذا التأويل أخرجه من أبي عبيدة سوء الرأي في القوم وليس له أن يجيء إلى خبر عام مرسل غير مقيد وخبر مطلق غير مستثنى منه فيجعله خاصا كالمستثنى منه وأي شيء بقي لطاعن أو متأول بعد قوله « فهل ترى لهم من باقية » فكيف يقول ذلك إذا كنا نحن قد نرى منهم في كل حي باقية معاذ الله من ذلك ورووا أن الحجاج قال يوما على المنبر يزعمون أنا من بقايا ثمود وقد قال الله تبارك وتعالى « وثمود فما أبقى »
109
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 109