responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 593


ومن كانت مودته بشره كان كالريح في تصرفها ثم نظرت في فقالت كأنك يا عراقي أعجبت بكلام أهل البدر ثم قالت لابنها إذا هززت فهز كريما فان الكريم يهتز لهزتك وإياك واللئيم فإنه صخرة لا ينفجر ماؤها وإياك والعذر فإنه أقبح ما تعومل به وعليك بالوفاء ففيه النماء وكن بمالك جوادا وبدينك شحيحا ومن أعطى السخاء والحلم فقد استجاد الحلة ريطتها وسربالها إنهض على اسم الله وقال أعرابي لرجل مطله في حاجة ان مثل الظفر بالحاجة تعجيل اليأس منها إذا عسر قضاؤها وان الطلب وان قل أعظم قدرا من الحاجة وان عظمت والمطل من غير عسر آفة الجود خطب الفضل الرقاشي إلى قوم من بني تميم فخطب لنفسه فلما فرغ قام أعرابي منهم فقال توسلت بحرمة وأدليت بحق واستندت إلى خير ودعوت إلى سنة ففرضك مقبول وما سألت مبذول وحاجتك مقضية إن شاء الله تعالى قال الفضل لو كان الأعرابي حمد الله في أول كلامه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم لفضحني يومئذ وصية الملك المنذر لولي عهده قال المدائني قال المنذر بن المنذر لما حارب غسان بالشام لابنه النعمان يوصيه إياك واطراح الاخوان وأطراف المعرفة وإياك وملاحاة الملول وممازحة السفيه وعليك بطول الخلوة والإكثار من السمر والبس من القشر ما يزينك في نفسك ومروءتك واعمل ان جماع الخير كله الحياء فعليك به وتواضع في نفسك وانخدع في مالك واعلم ان السكوت عن الأمر الذي يعنيك خير من الكلام فإذا اضطررت إليه فتحر الصدق والايجاز تسلم إن شاء الله تعالى كلام في تعزية بعض الملوك قال إن الخلق للخالق والشكر للمنعم والتسليم للقادر ولا بد مما هو كائن وقد جاء ما لا يرد ولا سبيل إلى رد ما قد فات وقد أقام معك ما سيذهب أو ستتركه فما الجزع مما لا بد منه وما الطمع فيما لا يرجى وما الحيلة فيما سينقل عنك أو تنقل عنه وقد مضت أصول نحن فروعها فما بقاء

593

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 593
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست