responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 559


قال المرتد أوحشني كثرة ما رأيت من الاختلاف فيكم قال المأمون لنا اختلافان أحدهما كالاختلاف في الأذان وتكبير الجنائز والاختلاف في التشهد وصلاة الأعياد وتكبير التشريق ووجوه القراءات واختلاف وجوه الفتيا وما أشبه ذلك وليس هذا باختلاف إنما هو تخيير وتوسعة وتخفيف من المحنة فمن أذن مثنى وأقام مثنى لم يؤثم ومن أذن مثنى وأقام فرادي لم يحوب لا يتعايرون ولا يتعايبون أنت ترى ذلك عيانا وتشهد عليه تبيانا والاختلاف الآخر كنحو اختلافنا في تأويل الآية من كتابنا وتأويل الحديث عن نبينا مع إجماعنا على أصل التزيل واتفاقنا على عين الخبر فان كان الذي أوحشك هذا حتى أنكرت من أجله هذا الكتاب فقد ينبغي ان يكون اللفظ بجميع التوراة والإنجيل متفقا على تأويله كما يكون متفقا على تنزيله ولا يكون بين جميع النصارى واليهود اختلاف في شيء من التأويلات وينبغي لك ان لا ترجع إلا إلى لغة لا إختلاف في تأويل ألفاظها ولو شاء الله ان ينزل كتبه ويجعل كلام أنبيائه وورثة رسله لا يحتاج إلى تفسير لفعل ولكنا لم نر شيئا من الدين والدنيا دفع إلينا على الكفاية ولو كان الأمر كذلك لسقطت البلوى والمحنة وذهبت المسابقة والمنافسة ولم يكن تفاضل وليس على هذا بنى الله الدنيا قال المرتد أشهد ان الله واحد لا ند له ولا ولد وان المسيح عبده وان محمدا صادق وانك أمير المؤمنين حقا فأقبل المأمون على أصحابه فقال فروا عليه عرضه ولا تبروه في يومه ريثما يعتق إسلامه كيلا يقول عدوه انه أسلم رغبة ولا تنسوا بعد نصيبكم من بره وتأنيسه ونصرته والعائدة عليه دفاع المأمون عن ايقاع الملوك بخاصتهم حدثنا احمد بن أبي داود قال قال لي المأمون لا يستطيع الناس ان ينصفوا الملوك من وزرائهم ولا يستطيعون ان ينظروا بالعدل بين الملوك وحماتهم وكفاتهم وبين صنائعهم وبطانتهم وذلك أنهم يرون ظاهر حرمة وخدمة واجتهاد ونصيحة ويرون إيقاع الملوك بهم ظاهرا حتى لا يزال الرجل يقول ما أوقع به إلا رغبة في ماله أو رغبة في بعض ما لا تجود النفوس به ولعل

559

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 559
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست