responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 454


ففازوا وتخلف آخرون فخابوا فالعجب من الضاحك اللاعب في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون أما والله لو أن كشف الغطاء لشغل محسن باحسانه ومسيء بإساءته عن ترجيل شعر أو تجديد ثوب عظات لعمر بن الخطاب وحدث عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه انه قال الناس طالبان طالب يطلب الدنيا فارفضوها في نحره فإنه ربما أدرك الذي طلب منها فهلك بما أصاب منها وربما فاته الذي طلب منها فهلك بما فاته منها وطالب يطلب الآخرة فإذا رأيتم طالب الآخرة فنافسوه وحدث عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه انه قال أيها الناس انه أتى علي حين وأنا أحسب ان من قرأ القرآن أنه انما يريد به الله وما عنده ألا وقد خيل إلي ان أقواما يقرأون القرآن يريدون به ما عند الناس ألا فأريدوا الله بقراءتكم وأريدوه بأعمالكم فإنا كنا نعرفكم إذا الوحي ينزل وإذا النبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا فقد رفع الوحي وذهب النبي صلى الله عليه وسلم فإنما أعرفكم بما أقول لكم ألا فمن اظهر لنا خيرا ظننا به خيرا وأثنينا به عليه ومن اظهر لنا شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه أقدعوا هذه النفوس عن شهواتها فإنها طلعة فإنكم إلا تقدعوها تنزع بكم إلى شر غاية ان هذا الحق ثقيل مريء وان الباطل خفيف وبيء وترك الخطية خير من معالجة التوبة ورب نظرة زرعت شهوة وشهوة ساعة أورثت حزنا طويلا وكتب الحسن إلى عمر بن عبد العزيز أما بعد فكأنك بالدنيا لم تكن وبالآخرة لم تزل وقال أبو حازم الأعرج وجدت الدنيا شيئين شيئا هو لي لن أعجله دون أجله ولو طلبته بقوة السماوات والأرض وشيئا هو لغيري لم أنله فيما مضى ولا أناله فيما بقي يمنع الذي لي كما يمنع الذي لغيري مني ففي أي هذين أفني عمري وأهلك نفسي ودخل على بعض ملوك بني مروان فقال يا أبا حازم ما المخرج مما نحن فيه قال تنظر إلى ما عندك فلا تضعه إلا في حقه وما ليس عندك فلا تأخذه إلا بحقه قال ومن يطيق ذلك يا أبا حازم قال فمن أجل ذلك ملئت

454

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 454
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست