responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 381

إسم الكتاب : البيان والتبيين ( عدد الصفحات : 607)


الذي أزيد فيه أحسن منه فوالله ما ينفعك صدقه ولا يضرك كذبه وما يدور الأمر إلا على لفظ جيد ومعنى حسن ولكنك والله لو أردت ذلك لتلجلج لسانك وذهب كلامك نوادر لبعض الاعراب قال أبو الحسن سمع أعرابي رجلا يقول أشهد ان محمدا رسول الله قال يفعل ماذا وكان يقال أول العلم الصمت والثاني الاستماع والثالث الحفظ والرابع العمل به والخامس نشره وقال أبو الحسن قرأ رجل في زمن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فان زللتم من بعد ما جائتكم البينات فأعلموا ان الله غفور رحيم فقال الأعرابي لا يكون واعظ بين يدي المهدي قال ودخل على المهدي صالح بن عبد الجليل فسأله ان يأذن له في الكلام فقال تكلم فقال انا لما سهل علينا ما توعر على غيرنا من الوصول إليك قمنا مقام الأداء عنهم وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم باظهار ما في أعناقنا فريضة الأمر والنهي عند انقطاع عذر الكتمان في التقية ولا سيما حين اتسمت بميسم التواضع ووعدت الله وحملة كتابه ايثار الحق على ما سواه فجمعنا وإياك مشهد من مشاهد التمحيص لينم مؤدبنا على موعود الأداء عنهم وقابلنا على موعد القبول أو يردنا تمحيص الله إيانا في اختلاف السر والعلانية ويحلينا بحلية الكاذبين فقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون من حجب الله عنه العلم عذبه على الجهل وأشد منه عذابا من أقبل إليه العلم وأدبر عنه ومن أهدى الله إليه علما فلم يعمل به فقد رغب عن هدية الله وقصر بها فاقبل ما أهدى الله إليك من السنتنا قبول تحقيق وعمل لا قبولا فيه سمعة ورياء فإنه لا يخلفك منا إعلام لما تجهل أو مواطأة على ما تعلم أو تذكير لك من غفلة فقد وطن الله تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم على نزولها تعزية عما فات وتحصينا من التمادي ودلالة على المخرج فقال « وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم » فاطلع الله على قلبك بما ينور الله به القلوب من ايثار الحق ومنابذة الأهواء فإنك إن لم تفعل ذلك يرى أثرك وأثر الله عليك فيه ولا حول ولا قوة إلا بالله .

381

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 381
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست