responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 378


بمؤخرة ويجذبها بمقدمه وخفي علي المسلك وقال آخر رأيته قد تبطنها ورأيت خلخالها شائلا وسمعت نفسا عاليا ولا علم لي بشيء بعد وقال أعرابي رأيت هذا قد تناول حجرا فالتف بهذا وحجز الناس بينهم وإذا هذا يستدمي كلام في الشيب وقال بعضهم الشيب نذير الآخرة وقال قيس بن عاصم الشيب خطام المنية وقال آخر الشيب توأم الموت وقال الحكيم شيب الشعر موت الشعر وموت الشعر علة موت البشر وقال المعتمر بن سليمان الشيب أول مراحل الموت وقال السهمي الشيب تمهيد الحمام وقال العتابي الشيب تاريخ الكتاب وقال النمري الشيب عنوان الكبر وقال عدي بن زيد العبادي :
وابيضاض السواد من نذر الشر * وهل مثله لحي نذير وقال الآخر :
أصبح الشيب في المفارق شاعا * واكتسى الرأس من بياض قناعا ثم ولى الشباب إلا قليلا * ثم يأبى القليل إلا نزاعا كلمات لأشعب وقال رجل لأشعب ما شكرت معروفي عندك قال لأن معروفك جاء من عند غير محتسب فوقع إلى غير شاكر وخفف أشعب الصلاة مرة فقال له بعض أهل المسجد خففت صلاتك جدا فقال لأنه لم يخالطها رياء كلام بعض المتكلمين من الخطباء الحمد لله كما هو أهله والسلام على أنبيائه المقربين الطيبين أخي لا تغترن بطول السلامة مع تضييع الشكر ولا تعملن نعمة الله في معصيته فان أقل ما يجب لمهديها ألا يجعلها ذريعة في مخالفته واعلم ان النعم نوافر ولقلما أقشعت نافرة فرجعت في نصابها فاستدع شاردها بالتوبة واستدم الراهن منها بكرم الجوار واستفتح باب المزيد بحسن التوكل ولا تحسب ان سبوغ ستر نعم الله عليك غير متقلص عما قريب إذا لم ترج لله وقارا واني لأخشى ان يأتيك أمر الله بغتة أو لإملاء فهو أولى مغبة وأثبت في الحجة

378

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 378
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست